هزّي نخيلًا وامشقي الرُطَبا
وامشي على رمش الورى خَبَبا
زفَّ الملاكُ إذا أتى بشرًا
بُشرى المسيحِ فكانَ ذا عَجَبا
يا مريمُ البُشرى تعمُّ حِمًى
جارَتْ عليها أُمّةٌ حُقَبا
وَجَنَتْ مِنَ الآثامِ مَظْلَمَةً
ليستْ تغيبُ عَنِ المَلا سَرَبا
بالإفكِ جاؤوا إذْ رَمَوكِ بهِ
رقصوا على الوجعِ الذي التهبا
نطقَ الوليدُ فجادَ أُحْجِيَةً
مَنْ مِثْلُهُ في العالمينَ رَبا
لم يأتِ ربُّ الكونِ مُعْجِزَةً
مِثْلَ التي لك يومَها وهبا
واليومَ بُشراكِ التي رعفتْ
تغدو عريشًا داليًا عِنَبا
عنقودُهُ شَفَةً سقى أبدًا
حتّى الثَمالَةِ حَرْفُها خَطَبا
فَلْيَجْمَعُوا ما في العِدى عددًا
وَلْيُحْرِقُوا في بابِنا حَطَبا
مَهْمَا تَآمَرَ خَصْمُنا قِدَمًا
نحن الأُلَى زُرِعوا هنا خَصَبا
وهنا تشيخُ الشمسُ إنْ نُصِروا
أمّا إذا كُسِروا شَدَتْ طربا
أعداؤنا صَلبوا المسيحَ وما
صلبوا غداةَ عدوِّنا صُلِبا
قُلْ للبريَّةِ لا يموتُ ضحًى
مَنْ للحياةِ غدَا لنا سببا
يا مريمُ الأُنثى التي ولدَتْ
فَرَحًا فطارَ بنا هنا نسبا
لكِ في وجيبِ القلبِ أُغْنِيَةٌ
نهضَتْ على ثَغْرٍ فما كذبا
بقلم الشيخ محمد أحمد حيدر