العميد المتقاعد زخيا خوري
كثُرت التساؤلات والحيرة يوماً بعد يوم عن هوّية رئيس الجمهورية العتيد، ومواصفاته المرجوّة والمناسبة للوضع الحالي.
فلا ينتخب رئيس ذو خلفية إقتصادية في ظل تمسّك المسؤولين بالإحتكارات ، وعدم ضبط الحدود البرية السائبة، وعدم الرؤية في السياسات المصرفية الدنيئة.
ولا يستطيع أي رئيس ذو خلفية دستورية أن يطبّق دستوراً لم يحترمه أحد منذ ٣٠ سنة.
لا أحد يقبل برئيس ذو خلفية حزبية،فتكثرالإنقسامات ،وتتلهّى بقية الأحزاب في عرقلته كي لا ينمو على حسابهم.
ولا يجوز أن يُنصَّب رئيساً ذو خلفية تجارية، فيتحوّل إلى حوت مال على حساب الدولة فيما بعد، في ظل عدم وجود المحاسبة.
ومن الصعب مجيئ برئيس ذو خلفية عسكرية، مكروهاً من معظم السياسيين المتعجرفين، لأنه يعطّل ويفضح طواطئهم مع الخارج لمصالح شخصية بحتة.
ففي ظل هذا الإستعلاء والتكبّر والأنانية من قبل السياسيين، كل واحد منهم نصّب نفسه على أنه محور الكون، مصاباً بجنون العظمة.
من هنا لا يصلح رئيس للبنان إلا رئيس على غرار ” رئيس قسم العصفورية”، فيتعاطى معهم بالمهدّئآت كي يتواضعوا قليلاً ،ويُلبسهم رداءً أبيضَ موحّداً ، عندها يعوا أنهم متساوون في ظل بلدٍ جعلوا إسمه “العصفورية اللبنانية”.
