زاره المرض العضال ولم يخف ، بقي مطمئناً يقاومه ، مستسلما لمشيئة الله، وضع نصب عينيه باب الشفاء وأخذ يناضل للوصول اليه، عرف كيف يحاور أطباءه ليلتقط منهم بصيص امل، كما فتح حوار ا مستداما مع القديس شربل وكانه ادرك في اعماقه ان النهاية ليست بعيدة لا محالة. ما التقيت به يوماً ورغم قساوة الوضع إلا وكان ممتلئاً بالمعنويات ، ولم اشعر ابدا بخوفه او حزنه ، ربما كان يعتقد انه يجب ان يكون قوياً امام الادارة ليستمر في عمله الذي احبه جداً ، التزم بتسيير عمله حتى الرمق الأخير بالرغم من قساوة ظرفه ووجعه ، فلم يقصر في اداء واجبه .
فكل التقدير له ولشريكة حياته لينا التي اعطت من ذاتها وحكمتها وتفانت بخدمته، لتطيل حياته رغم القدر المحتم لان الحياة غالية، وهكذا صار .
طوني، سافتقدك صديقاً، محباً، مخلصاً، وفياً، مبتسماً دائماً ، عنيداً في المبادئ، شجاعاً في المواقف، رجلاً في التحديات ، لم تغرّك يوماً الرشوات المزيفة، ولم تخيفك سهام الحساد ، سافتقدك لان امثالك قلائل… برحيلك خسرت مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، ودائرة كسروان عنصراً نشيطاً نظيف الكف تفانى في الخدمة حتى الموت…
إرحل بسلام الى الملكوت، وكما كنت تطمئنني عن كيفية العمل في دائرتك على هذه الارض، ارجو منك ان تطلب لي شفاعة الرب حيث انت في الملكوت لعبور هذه الايام الصعبة لنفرح في لقيانا مجدداً لان المسيح قام 🙏
جان جبران