Skip to content Skip to footer

جمهورية قضيب الزعرور


جورج كريم

شجرة الزعرور كثيرة الأغصان، وأغصانها كثيرة العقد ، والعقد مسنّنة ومؤذية .
. كلما قطعت منها عقدة بانت عليك عقدة أخرى.
فهل أصبحت الحياة السياسية في لبنان كقضيب الزعرور ، كثيرة العقد والمشاكل السياسية؟
يبدو الأمر كذلك!
فما أن يظنّ الشعب بأنه ارتاح من عقدة حتى تظهر عليه عقدة أشدّ وأدهى.
قضيبُ المشاكل السياسية والإجتماعية طويل طويل وبات الحَلّ شبْه مستحيل.
وحدها “الأعجوبة اللبنانية” تُعطي الأمل وتُنقذ.
فهل كُتب على الشعب اللبناني أن يبني حاضره ومستقبل أولاده على “الأعجوبة”؟
في السياسة ننتظر أعجوبة.
في الإقتصاد ننتظر أعجوبة.
في الأمن ننتظر أعجوبة.
في الإستقرار ننتظر أعجوبة.
في الحد من البطالة وهجرة أبنائنا ننتظر أعجوبة.
في انقطاع الكهرباء والماء ننتظر أعجوبة.
في لجم الأسعار وجشع التجار ننتظر أعجوبة.
في الطبابة والإستشفاء ننتظر أعجوبة.
في رفع الوساطات وتدخل أهل النفوذ في التوظيف ننتظر أعجوبة.
في فتح الأفاق أمام أهل العِلم والإختصاص والكفاءات ننتظر أعجوبة.
في دفن الذهنية الميليشياوية والمذهبية ننتظر أعجوبة.
في قيام الدولة العادلة ننتظر أعجوبة.
أقمنا صلاة الإستسقاء استدراراً للمطر، وعندما استجاب الباري لصلاتنا وهطلت الأمطار ، رحنا نفتش عن “الأعجوبة” لتنقذنا من الأضرار.
أقمنا الصلاة لكي يتوحّد زعماؤنا، وعندما توحّدوا، رحنا نصلّي ليرفع الله عنَّا ظلاماتهم، وتسلطهم واحتكاراتهم ولو بأعجوبة.
أقمنا الصلاة لنستنجد بالقريب على الغريب ، وعندما استجاب الله لنا، عدنا وطالبناه باخراج الغريب والقريب ولو بأعجوبة.

نهدر دماء بعضنا البعض، وكل طرف يصلّي لينتصر على الطرف الآخر، وعندما تسقط سيوفنا ويتملكها “الغريب” نتداعى الى “الأعجوبة ” لننقذ أنفسنا.

بلد كوّنه الله على العقل والمنطق والضرورة ، ولكن شعبه تنازل عن العقل والمنطق والضرورة ، وآمن بالغيب والسحر والشعوذة … وها هو ينتظر “الأعجوبة”
فهل من أعجوبة عند الله يسديها الينا؟

المؤمنون بهذا الوطن من أبنائه الأحرار ، وهُم الأكثرية ، أمام سطوة العقل الميليشياوي باتوا يخشون أن تكون “الأعاجيب” قد نفذت عند الله عزّ وجلّ ، وأنّ المصير الى جهنم الحياة الدنيا بات أمرا محسوما …

إشترك معنا في النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية في صفحتنا على
الويب للحصول على آخر الأخبار.