السفير الدكتور جيلبير المجبر
في هذه الذكرى المؤلمة، نتأمل ملامح الغياب الذي خلفه استشهاد الزعيم الكبير، الرئيس رفيق الحريري. نرى لبنان يعاني ويتيه في متاهات الفساد والتخبط، ويبحث عن قائد يملأ الفراغ الهائل الذي تركه الرجل الذي كان يمثل شجاعة وحكمة وعطاء لا مثيل لهما.
رفيق الحريري، القائد الذي كان يشرف على بلاده بعقلانية وتفاني، وكان يسعى لتحقيق الرخاء والتقدم لشعبه، لا زال يخطو بأقدامه الوهمية في قلوب اللبنانيين وأرواحهم. كان رمزاً للحرية والعدالة، وشاهداً على وحشية الظلم والفساد.
ونحن اليوم، وكل عام، نندب جرح الغياب ونحتسي مرارة فقدان هذا الزعيم الذي كان يجمع بين البصيرة والإنسانية والقوة الإرادية. فقد كان رفيقاً حقيقياً للوطن، يضع مصلحة لبنان وشعبه فوق كل اعتبار، ويدافع بشجاعة عن مبادئه وقيمه.
ولكن، ما زالت آثار رحيله تلوح في الأفق، وظلال الغياب تطوق كل مساحات وجداننا. فمن يملأ هذا الفراغ؟ من سيقف مكانه، ليحمل راية العدالة والتقدم والازدهار؟
رفيق الحريري كان لبنان وطناً عالقاً في قلوب الأحرار، وقائداً يعلم كيف يسير ببلاده عبر متاهات السياسة الدولية بحكمة وثقة. ولن يمحو الزمن ذكراه، ولن يخفي النسيان إرثه الكبير.
حاول نجله الرئيس سعد الحريري السير على ذات خطى والده، لكنه اصطدم بالخائنين واصحاب المصالح وعبدة المال والسماسرة من السياسيين، حتى قرر العزوف قليلاً عن تأدية أي دور سياسي في الوقت الحالي، ريثما نتمكن من استعادة الدور الحيوي لهذا البلد، بعيدًا عن الرهان للخارج والتبعية الظالمة له.
اليوم وكما كل عام، نفتقد لرجلٍ شجاع مثل الرئيس رفيق الحريري، سياسي يجمع بين الحنكة والدبلوماسية وبُعد النظر والإنسانية وحبّ العطاء، مسؤول كان في خدمة شعبه لا سيف مسلط عليهم، قائد عرف كيف تدار الزوايا وكيف نعبر.
فلنظل نتذكره بكل فخر واعتزاز، ولنقف صامدون في وجه التحديات، مستلهمين من روحه القوية وثباته في الدفاع عن قيم الحرية والعدالة. رحم الله رفيق الحريري، ولتظل ذكراه خالدة في تاريخ لبنان وقلوب شعبه.
باسمي وباسم كل من يحمل في قلبه حب لبنان واشتياقاً للرئيس الحريري،
أعبر عن امتناني العميق وتقديري الكبير لذكرى الزعيم العظيم، الرئيس رفيق الحريري.