بت الوضع في الشرق الأوسط على شفير الإنهيار، اذ ان الجيش الإسرائيلي حول ترسانته شمالاً مهدداً بذلك أمن المنطقة بكاملها، ولبنان بشكل خاص، اذ ان الضربات الجوية لم تتوقف منذ حوالي الـ24 ساعة وهي تستهدف معاقل “الحزب” على الأراضي اللبنانية مما أدى الى سقوط أكثر من 1100 غارة اسرائيلية على الأراضي اللبنانية خلال يومٍ واحد في أكبر هجوم لإسرائيل منذ عام 2006.
في هذا السياق، حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل الاثنين من أنّ “النزاع المستعر بين إسرائيل و”الحزب” يهدد بإغراق الشرق الأوسط برمّته في “حرب شاملة”.
قبيل مشاركته في اجتماع في نيويورك لممثلي دول مجموعة السبع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال بوريل “أستطيع أن أقول إنّنا تقريبا على شفا حرب شاملة”.
كما قال “التصعيد في لبنان خطير ومقلق للغاية”.
أضاف “نعمل لوقف التصعيد في لبنان لكن أسوأ توقعاتنا تتحول إلى واقع”.
جدّد بوريل الدعوة إلى وقف لإطلاق النار على طول الخط الأزرق الفاصل بين إسرائيل ولبنان. ويقوم الخط الأزرق مقام خط الحدود بين لبنان وإسرائيل.
على غرار ما يحصل في قطاع غزة الذي دمّرته الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عام بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، ندّد بوريل بواقع أنّ “المدنيين في لبنان يدفعون ثمناً لا يطاق وغير مقبول”.
تابع بوريل تحذيره، قائلا: “هذا هو الوقت المناسب لفعل شيء ما. يجب على الجميع أن يفعلوا كلّ ما بوسعهم لوقف ما يحصل”، معترفا بفشل الجهود الدبلوماسية حتى الآن في وقف الحرب في غزة.
إلى ذلك، أفاد مراسل “العربية”، بأن “الحكومة المصغرة الإسرائيلية لم تتخذ قرارات إضافية بشأن العمليات في لبنان”.
قال “تقييم الحكومة الإسرائيلية لا يؤكد إمكانية الحرب الشاملة في لبنان حتى الآن”.
بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي إن “التصعيد على الخط الأزرق قد يؤدي لإشعال المنطقة بأكملها”.
كما قال جان نويل بارو “الضربات بين إسرائيل و”الحزب” يجب أن تتوقف فورا”.
كما اعتبرت مجموعة السبع أن “التصعيد ينذر بجر الشرق الأوسط إلى صراع إقليمي لا يمكن تصوره”.
قالت أيضاً المجموعة التي تضم كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة انه “لن يستفيد أي بلد من استمرار التصعيد في الشرق الأوسط”.
أتى ذلك، بعدما خلّفت مئات الغارات الإسرائيلية على مناطق عديدة في لبنان الاثنين 550 قتيلا، بينهم 35 طفلا، وفق حصيلة جديدة أعلنتها السلطات اللبنانية، في أعنف قصف جوي على الإطلاق يستهدف هذا البلد منذ بدء تبادل إطلاق النار على جانبَي الحدود قبل نحو عام على خلفية الحرب في غزة.
جاء هذا التصعيد بالتزامن مع تأكيد وزير الدفاع الإسرائيلي أن الغارات ستتكثف وتتواصل خلال الأيام المقبلة.
كما جاء بعدما دخل الصراع على الحدود بين إسرائيل و”الحزب” مرحلة جديدة الأسبوع الماضي، إثر تفجير آلاف أجهزة اللاسلكي التي يستعملها عناصر “الحزب”، فضلا عن ضرب مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث كان يجتمع عناصر من قوة الرضوان التي تعتبر وحدة النخبة في الحزب، ما أدى إلى مقتل نحو 59 شخصاً بينهم 16 عنصرا من “الحزب”.
فيما توعد الحزب بحساب عسير رداً على عملية الخرق هذه التي وصفها بالقاسية وغير المسبوقة.
في حين تصاعدت التحذيرات الدولية والأممية والعربية من حرب شاملة في المنطقة.