Skip to content Skip to footer

بلد الفاسدين والمفسدين الملتحفين والمكشوفين


جورج كريم

كل شيء في هذا البلد صار فاسداً ومفسداً، وأم الفساد في السياسة وعند السياسيين، ولا يخلو الأمر في الطوائف وعند بعض رجال الدين.

كيف توجهت تشاهد الفساد بأم العَيْن، وكيف تواجدتَ تجد الفساد يدور حواليك.واين نِمتَ ، تنام على فضيحة فساد لتستيقظ على أشدّ وأدهى .

في الدوائر السياسية فاسدون وأسياد مفسدين.
في دوائر الوزارات أنماط فاسدين من ابناء الرشى والسمسرات والعمولات، يتدرّجون من ” القرش ” الصغير الى ” الحوت ” الكبير، ومن رشوة الجارور الى شنطة السمسونيت والتحويلات الى الخارج.

ذات يومٍ قامت الدنيا على وزير من بطانة الحكام ، لأنه تحدث عن فساد الغذاء والدواء والهواء والماء.
فقام بعض أهل الحكم وبطانة المنتفعين وسخّروا أنفسهم للدفاع عن المفسدين “ومصّاصي الدماء “.
ولماّ صمد ” معاليه ” وتوسّع بحملته شمالاً وجنوباً وبقاعاً، انكفأ حُماة الفاسدين الى الصفوف الخلفية بإنتظار ساعة الإنقضاض على “المنتفض” من قلب النظام، ليعودوا الى إخراج بضائعهم الفاسدة من مستودعاتهم وبيعها في الأسواق وجني الأرباح الطائلة على حساب صحة الناس وسلامتهم.

كل شيء فاسد في بلدي.
بلد المفخرة صار بلد المسخرة؟
لا شيء يتغير إلّا بإرادة الإقطاع السياسي والطائفي والمناطقي.

يموت الفقراء عند أبواب المستشفيات ولا من يحاسب . يموت الناس برصاص الإبتهاج ولا من يعاقب.

كل شيء في بلدي فاسد.
الصعتر والسمسم والمنقوشة طعام الفقراء فاسد. الألبان والأجبان ومصنوعاتها فاسدة، ما عدا اللبنة التي تذوقها أحد الوزراء بطرف إصبعه ووجدها لذيذة…
يحدثونك عن لحوم مستوردة وفاسدة ، ويكذّبون عن وجود قمح مسرطن ؟ وأدوية منتهية الصلاحية..
ينادون في الصباح وعند المساء، بالإسراع الى انتخاب رئيس الجمهورية قبل هبوب رياح الفتنة.
القادة والزعماء ورؤساء الطوائف يدعون الى إنتخاب ” رئيس “. وكذلك رؤساء الكتل النيابية والنواب يصرّحون بوجوب انتخاب رئيس للبلاد اليوم قبل الغد، لأن هيبة الدولة لا تكون إلاَّ بوجود ” الرئيس”.
وكلّهم يتنكرون لما يقولون، وينكثون بما يعدون، ويتبرأون مما يتعهدون !
أليس هذا بفساد الكذب؟ أليس هذا بفساد النفاق؟ أليس هذا بفساد ملح السياسة؟ وإن فسد الملح فبماذا نملّح؟
لا رجاء في قيامة وطن دخل الموت السريري على يد أقطابه وزعمائه.
رحم الله من استشهد في سبيل الحرية والإستقلال.
رحم الله كل زعيم عاش زعيماً للبلاد، ومات فقيراً من أجل العباد.

إشترك معنا في النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية في صفحتنا على
الويب للحصول على آخر الأخبار.