Skip to content Skip to footer

بكركي ومحاولاتها للمرة الثانية 

سُرِرْتْ عندما أفادني أحد الأصدقاء عن إجتماعات تحصل في الصرح البطريركي كمحاولة لجمع المسيحيين وهي على ما يبدو للمرة الثانية بعد توّلي صاحب الغبطة السدّة البطريركية . كلي ثقة بصاحب الغبطة والسادة المطارنة وحرصهما على لبنان وعلى شعبه عامةً وعلى المسيحيين وعلى الموارنة تحديدًا ، كلي ثقة أن يمتلك هؤلاء المدعويين الجرأة والشجاعة على الإعتراف بالأخطأ التي إرتكبوها منذ أنْ كانوا في سدّة المسؤولية نوابا ووزراء وفعاليات .

المطلوب من الذين جلسوا للمرة الثانية في هذا الشهر إلى طاولة المفاوضات في الصرح برئاسة صاحب الغبطة أن يتأدّبوا مع بعضهم البعض وبإختيار الألفاظ المناسبة التي يرتضي المحاور أن يسمعها من غيره ، وأن يحترم كل طرف منظومة الطرف الآخر ومبادئه هذا إذا وُجِدَتْ عندهم وأن يُراعوا مصالح لبنان وشعبه والمسيحيين والموارنة خصوصًا لأنهم سئموا من مكائدهم وغدرهم .

رحم الله الإمام الشافعي عندما قال “رأيي صواب يحتمل الخطأ … ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب “، إنني متاكد أنّ المدعوين إلى طاولة المفاوضات الصرحية يجهلون هذا المعيار وهم أطرافًا في حوار ونقاش يمثلون حصرًا اللاعبين الإقليميين وينفذون أوامرهم دون مراجعة و”ع العمياني”. إنني ومن أرض الغربة وبمعية رفاق مستقلين نافذين في عواصم القرار نُكافح لمواجهة الوقائع المعقّدة ل لبنان المترابطة إلى أقصى حدود . ومن بين الذين إلتقيناهم  تكوّن لدينا إجماع فوري في الرأي على أنّ بكركي ينبغي أيضًا أن تمنح أصحاب الرأي الحر الدعوة لهكذا إجتماعات لكي نخلق مجتمعًا لبنانيا مسيحيا مارونيا متكامل تكاملا وثيقًا يعتمد على بعضه أكثر بكثير من ذي قبل ، لأن الدعوات السابقة غداة تسلّم صاحب الغبطة السدة البطريركية في 15 أذار 2011 وما تلاها من إجتماعات في الصرح تحت عنوان “جمع الأقطاب الموارنة” باءت بالفشل ولم تثمر .

لا شك في أنّ الموارنة الشرفاء ينظرون بريبة وقلق لما وصلت إليهم أمورهم الوطنية والدينية والإجتماعية ولكن أغلبية الموارنة الشرفاء الغير مندّسين يُجمعون على أنّ الوثيقة التي طرحتها بكركي يمكن الركون إليها ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : هل المدعويين يؤمنون بتلك الوثيقة وما يتفرع منها ؟ الجواب ليس عندنا ولكنه متداول بين الرأي العام المرتكز على صفة التلوّن والتنمُّر وعلى بعض البعثات الدبلوماسية العاملة في لبنان حيث أبدى دبلوماسي معني بالأزمة اللبنانية أمام وفد من زائريه  “إنّ القادة الموارنة أعربوا لي أنهم ضد تحرك بكركي ويعملون إما على نسف أو تمييع هذا التحرك ؟” 

أي حوار لكي يكون ناجحًا يتطّلب صدقًا في التعاطي وهذا أمر غير موجود لدى من حضروا في 5 و 12 أذار من الشهر الحالي، وإني على يقين أنّ الأمور “ستتعركش” لأنه لا مصلحة لهؤلاء بتسهيل أمور لبنان والطائفة المارونية لأنهم إرتبطوا بمحاور لا يهمها مصلحة لبنان . الصدق في الحوار يتطّلب أيضًا ثوابت رئيسية وهي : الحرية – المساواة – التعددية القائمة على صيغة العيش المسترك وهي ثوابت تقوم عليها صيغة الميثاق الوطني . ولكن أين نحن من الحرية والمساواة ومبدأ التعددية فيمن حضروا بالإنابة عن رؤسائهم إلى الصرح في التاريخين المذكورين أعلاه ؟! 

إنني أدعو بإسم “الموارنة الشرفاء ” إلى دعوة قادة رأي يتحلّون بالكثير من الفكر الموضوعي والعلمي والديني والوطني الصرف والبعيد النظر والطامحين إلى قيام وطن قادر وقوي وطموح يسعى إلى اللحاق بالمجتمعات المتحضرة والقادر على التقدم والتحلي بوعي كامل يهدف إلى وطن سيد وعملاق وذو وجه تجددي وأخلاقي مرموق بين الأمم .

في حال أُريد لهذه الإجتماعات النجاح وهذا إحتمال ضئيل لأنها ستلاقي سابقاتها على بكركي أولاً دعوة الموارنة الشرفاء للمشاركة في هذه الإجتماعات وثانيًا تقديم الإقتراحات المدروسة والتي هي خارجة من المعاناة وثالثًا المطالبة بإقرارها ورفعها للتنفيذ وإلاّ نحن أمام إجتماعات ذي فصل ثانٍ ومضيعة للوقت ، فأي إحتمال سيُصيب ؟! 

إبنكم د.جيلبير المجبر

إشترك معنا في النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية في صفحتنا على
الويب للحصول على آخر الأخبار.