جورج كريم- لم يعد خافياً على أحد أن المهندسين في حركة أمل وقفوا الى جانب مرشح التيار الوطني الحر المهندس فادي حنا في انتخابات نقابة المهندسين التي جرت الأحد في 14 نيسان 2024 لمركز النقيب، فانتخبوا لائحة التيار “زي ما هيَّ”
ويقول عارفون ان اتفاقاً حصل بين الرئيس برّي والنائب باسيل بتأييد ” الحركة” لمرشح ” التيار” يقابله موافقة باسيل بالسير بموضوع تأجيل الإنتخابات البلدية ؟
ويبدو أن هذا الإتفاق أخذ طريقه أيضاً الى الحزب التقدمي الإشتراكي رغم البيان الذي أصدره الحزب بتأييد المرشح المستقل المهندس جورج غانم بتاريخ 11 نيسان وجاء فيه:
” 1 – سحب مرشحيه لعضوية مجلس النقابة المهندسين فراس أبو دياب ومحمد السيّد.
2- دعم المرشح المستقل لموقع النقيب المهندس جورج غانم ويدعو للتصويت له بكثافة تأكيداً على الخيار النقابي.
3- يتوجه القطاع لمهندسيه بشكل خاص للعمل بكل جهد دعماً لهذا الخيار وتأكيداً لتوجيهاته النقابية”.
ليس في السياسة من أمر عَجَب. فلا عداوات دائمة ولا صداقات دائمة وحيث تكون المصلحة تستنسخ الشعارات المناسبة لتبديل القناعات عند المحازبين والإمتثال لخيار القيادات ، مهما كان هذا الاختيار .
ليست المرّة الأولى في السياسة اللبنانية تنقلب المواقف على المواقف ، وتطيح المبادئ بالمبادئ. فتتغيّر التحالفات الميدانية الإنتخابية للوصول الى المقعد النيابي أو النقابي أو البلدي أو حتى النادوي.
ولكنّ اللافت في انتخابات نقابة المهندسين أنها فتحت باب المصالحات والتوافقات بين جهات قالت ببعضها شتماُ ووصفاً ونعتاً ما لم يقله مالك في الخمرة .
فهل يكون الباب الذي فُتح بين الرئيس برّي والنائب باسيل ودخل منه الهواء النقابي النقي سيدخل أيضاً ” الى “كوريدور” إنتخاب رئيس الجمهورية عن طريق الوصول الى الخيار والمرشح الثالث للرئاسة ؟
أم أنَّ حسابات انتخابات رئيس الجمهورية هي أوسع مدى من “بيدر” انتخابات نقابة المهندسين؟
وهل يكفي أن ينسحب الإتفاق على نقيب المهندسين الى الإتفاق على اسم رئيس الجمهورية؟
وماذا عن موقف الحلفاء في الداخل؟ وفوق كل هذا ماذا سيكون موقف الدول الفاعلة والمعطّلة في انتخابات رئيس الجمهورية وخاصة الموقف الأميركي الذي بات كامل الملف في عهدته وإمرته وتوجيهاته ؟!
مما لا شك فيه أن حلف التعاون بين حركة أمل والتيار الوطني الحر والحزب التقدمي الإشتراكي اذا استمر في ديناميته وانطلاقته من نقابة المهندسين قد ينعكس لاحقاً على أمور سياسية من تشريعية وحكومية وربما لاحقاً انتخابية نيابية ولو كان لهذا الأمر حسابات ومقاربات تختلف عن معارك النقابة والتوافقات البرلمانية بخصوص مشاريع مطروحة على “القطعة”.
صحيح أنَّ حرب غزّة والإعتداءات الإسرائيلية وتوسعها الى معارك بالذخيرة الحيّة ،ولو محدودة ، بين ايران واسرائيل يبقى الحدث الأبرز اقليمياً ودولياً ، ويشكل محطة ترقب في العمل السياسي لمنطقة الشرق الأوسط بما لها من انعكاسات على الإقليم ، وعلى لبنان الكيان والدولة والنظام فتصبح اللعبة السياسية الداخلية “لعبة دُمى” لأنَّ اللبنانيين يهتمون بالأمور الصغيرة من سياسية وحزبية وطائفية في محاصاصاتهم النفعية، وعصبياتهم الطائفية ، وكلها مدمرة للوطن والدولة لمصلحة الزعيم الأوحد ، والمعبود الأفرد ، وتبقى الجماهير في ساحة المخاطر الكبيرة وبين أنياب الفتنة حتى إذا ما اندلعت الحروب العبثية بينهم جعلت قضاياهم وقضايا سياساتهم الصغيرة في لجج بحر هائج ولقي مصيرهم مصير الضفدعة المستكبرة التي تترك المستنقع لتنتقل للسباحة في البحر فيكون غرقها وموتها محتّمين.
انتهت انتخابات نقابة المهندسين، وبدأ الحديث عن تشريع برلماني لتأجيل الإنتخابات البلدية والى تمديد جديد ؟ ما هَمّ من مدّة التأجيل طالما أن البرلمان سيّد نفسه ، وسيّده وكتله الأساسية جاهزة لكل عمل يتفقون عليه . وبين عبارة ” ما بتزبطش ” و” حالات حتما ” للرئيس بري ستلقى الانتخابات البلدية حتفا جاهزا لا مفر منه ..