قصيدة رثاء للمغدور الشهيد “باسكال سليمان”
“باسكالُ” قُمْ!.. كُنْ صَوْتَ حَقٍّ ضائعِ
حَذِّرْ رِفاقَكَ مِنْ نوايا الطامِعِ
قَتَلوكَ دونَ رَوِيَّةٍ أوْ رادِعٍ
يا مَنْ زَرَعْتَ بُذورَ حُبٍّ جامِعِ
لُبْنانُ بَعْدَكَ في مَصابٍ مُؤْلِمٍ
لأصابَ كُلَّ كَنيسَةٍ أوْ جامِعِ
يَأْبى الدُّموعَ وَإنْ يَكُنْ في لَوْعَةٍ
إذْ كُنْتَ تَأْبى أنْ تُذَلَّ لِفاجِعِ
إنَّ الْكَريمَ بِمَوْتِهِ وَحَياتِهِ
يَبْقى دَليلًا كَالْمَنارِ السّاطِعِ
كُنْ وَحْيَنا بَعْدَ اشْتِدادِ مَصابَنا
كَيْما نَظَلَّ على الْوَلاءِ النّافِعِ
إن كُنْتَ سَيْفًا قَدْ تَثَلَّمَ حَدُّهُ
فَدِماكَ تَبْقى حَدَّ سَيْفٍ قاطِعِ
قَدْ ظَنِّ مَنْ قَتَلوكَ أنَّكَ تَشْتَهي
وَيَهونُ بَعْدَكَ كُلُّ جُهْدٍ رادِعِ
ضَلّوا فَروحُكَ سَوْفِ تَبْقى قُوَّةً
نَوَوِيَّةً عِنْدَ الصُّمودِ الرّائعِ
يا مَنْ غَرَسْتَ عَزيمَةً وَمَحَبَّةً
أللهُ يَرْعى ما غَرَسْتَ لِتابِعِ
لُبْنانُ بَعْدَ الْيَوْمِ رَغْمَ مَصابِهِ
يَحْيا على آمالِ صُبْحٍ طالِعِ
إنْ غابَ نَجْمٌ ساطِعٌ في أرْزِهِ
فَشُموسُهُ مِلْءُ الْفَضاءِ الْواسِعِ
نَمْ في ضَريحِكَ آمِنًا لا يَخْتَشي
مِمّا يَجِدُّ وَمِنْ ضَراوَةِ واقِعِ
فَاللهُ قَدْ أعْطى دِيارَ الأرْزِ عَهْدًا
بِالْبَقا عَبْرَ الْجِهادِ النّاصِعِ
وَالْيَوْمَ بَعْدَ مَصابِكَ الْقاسي أرى
لُبْنانُ يُسْرِعُ لِلْعِلاجِ النّاجِعِ
إنْ كانَتِ الأوْطانُ روحًا خالِدًا
فَالرّوحُ حَيٌّ لا يُذَلُّ لِطامِعِ
نَمْ واثِقًا مِنْ روحِها وَإبائها
مَهْما يَكُنْ مِنْ رافِضٍ أوْ خادِعِ
كُنْتَ الرِّياضَ وَقَدْ حَلَتْ أثْمارُها
كُنْ في جِنانِ الْخُلْدِ أرْوَعَ قانِعِ
جان سمراني