في يوم ماراتوني طويل قام رئيس مجلس إدارة مدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران امس الجمعة ، يرافقه طاقم متخصص من مسؤولي “المؤسسة” في جولة على افتتاح مشاريع انمائية في منطقة جبيل ، بدأها بمحطة التكرير في نهر ابراهيم وتزويدها بالطاقة الشمسية لتأمين المياه بصورة دائمة لهذه البلدة والجوار .
ثم انتقل الى مقر البلدية حيث كان في استقباله الى جانب رئيس البلدية المحامي شربل ابي رعد وأعضاء المجلس البلدي ، المختار الشاعر جورج ضو وبعض رؤساء البلديات وأبناء البلدة “والخماسية الإعلامية الجبيلية “.
رحّب رئيس البلدية ابي رعد بضيفه الكريم المدير العام جان جبران وصحبه من المؤسسة ونوّه بالجهود التي يبذلها منذ تسلمه مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان بالعمل على رفع الحرمان من مياه الشفة عن منطقة جبيل أسوة ببقية المناطق اللبنانية ، وبلدة نهر ابراهيم شاهدة على ذلك .
بعد نهر ابراهيم تفقد خزانات محلّة العويني وانتقل الى بلدة مشمش واستقبال من قبل رئيس البلدية سمعان الخوري والمجلس البلدي وبعض الأهالي ، وبعد الترحيب به والتنويه بأعماله وإنجازاته ، قال جبران : “كل يوم أمر في مشمش، فعلاقتي خاصة مع مار شربل، فكل عمل خير نقوم به هنا في هذه المنطقة، وهذه القرى المحرومة منذ زمن يصب في عمل خير ومن أجل أهالي المنطقة وإنمائها. وإن كنا نخطط لتنفيذ مشاريع حيوية، فلأن المشاريع ستبقى خالدة إلى الجيل المقبل”.
وأشار إلى أن “مشمش قرية كبيرة ينقصها الكثير في بناها التحتية من طرق ومياه وكهرباء”، وقال: “مشروعنا كبير ومتكامل يبدأ من البئر والخزان وتأهيل الشبكات وبناء أخرى، إضافة إلى تأهيل خزانات العوينة”.
ولفت إلى أن “الهدف تأمين المياه ٢٤ على ٢٤ ساعة في مشمش، وهذا الأمر ينسحب على ميفوق ولحفد وجاج
وغيرها من القرى المجاورة”.
وقال: “أعدكم بأنه لن يبقى منزل في هذه القرى من دون مياه ، وهذا الأمر وضعته كمخطط منذ تسلمي مهامي في مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان .
المحطة الثالثة كانت في بلدة بلاط لاستكشاف موقع البئر الجديد ، وجرى للمدير العام جبران استقبال في دار البلدية حضره بالإضافة إلى رئيس البلدية عبدو العتيّق ، سيادة المطران ميشال عون ، القائمقام نتالي مرعي الخوري ، الشيخ حسين شمص ، المونسنيور شربل مارون ، الشيخ أحمد اللقيس ، أعضاء المجلس البلدي وعدد من أهالي البلدة .
وشكر رئيس البلدية العتيّق في كلمته راعي الابرشية المطران ميشال عون على تقديمه أرض وقفية للبئر الارتوازي متمنيا على المديرالعام جبران الإسراع في حفر البئر ، وهو المعروف عنه اذا وعد وفى واذا التزم نفّذ .
المطران عون وصف اللقاء بالمهم آملا أن يتم الحفر في أقرب وقت لرفع ضائقة شح المياه عن الأهالي والمنازل في زمن كل شيء بات يثقل كاهل المواطنين .
وتمنى أن يحمل عيد الميلاد وهو عيد الفرح والسلام والحب والتلاقي مزيدا من الحب والمحبة .
المدير العام جبران كانت له كلمة مطولة حملت أكثر من معنى وتوجيه أكثر من رسالة قال فيها : “رغم الوضع السيىء في البلد والصورة الضبابية أكان على الصعيد السياسي أو المعيشي، ورغم عدم وجود أي طموح عند المؤسسات أو الأفراد للعمل أو العطاء بسبب الوضع الإقتصادي الصعب جدا، ورغم شدة وقاحة بعض الإعلام المتفلت والرخيص وتزوير الحقيقة، ورغم فجور التواصل الإجتماعي الكاذب لتحريف الحقائق أحيانا، رغم كل هذا نحن اليوم إدارة وفريق عمل مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان ما زلنا نناضل” باللحم الحي” لكي نكون شمعة مضيئة في ظلمة هذا الليل القاتم على لبنان وشعبه، والبرهان جاءت جولتنا اليوم من ضمن خطة استكمال استراتيجية منظومة المياه لقضاء جبيل التي بدأناها سنة 2018 وكنا وضعنا 4 سنوات لانهائها ولكن الظروف التي يعرفها الجميع أجبرتنا على التأخير، ورغم كل ما ذكرت وعْدُنا حُر ودَيْن لأننا لن نيأس لأنّ ايماننا قوي بأن الحياة لا تتوقف عند الظروف الصعبة، بل هي تحد لمثل هذه الظروف”.
إنَّ العمل في الظرف الصعب هو العمل الذي يثمر في النهاية، لذلك نعتبر ان المؤسسة هي من المؤسسات الوحيدة التي ما زالت تصارع للخدمة بكل ثقة، لأن شعارنا “المياه حياة والحياة لكل الناس” فكيف إذا لم يكن هناك مياه؟ فهل تبقى الحياة؟”.
وعن جولته قال: “بدأت الجولة من نهر ابراهيم حيث تم الكشف على الطاقة الشمسية التي تم تركيبها لمحطات الكلور حيث رغم انقطاع الكهرباء أو عدم وجود مازوت نحافظ على نوعية المياه التي تصل الى منازل المشتركين، وبعدها انتقلنا الى بلدة مشمش، وأطلقنا بناء خزان من ضمن مشروع متكامل لبلدة مشمش، ونأمل في الزيارة المقبلة ان يكون المشروع قد اكتمل من مصدر المياه الى البئر فالخزان والشبكة للبلدة”.
ثمّ انتقلنا الى خزانات العوينية لكي نبدأ بتأهيلها وصيانتها والان في بلدية بلاط قرطبون مستيتا، لأن وعد الحُر دَيْن نطلق البدء بالعمل في البئر المخصصة للمنطقة، ونأمل ببركة سيدنا وكل دعاة الخير ان تكون كمية المياه كافية لبلاط وتوابعها حتى يتوقف الرئيس عبدو عن القول ان بلاط عطشانة يا مدير. مبروك للمنطقة وهذا المشروع هدية العيد، وجولتنا الثانية ستكون عند اطلاق مشاريع وتسلم مشاريع في قضاء جبيل. وهكذا نكون انهينا تقريبا كل الأعمال المهمة في القضاء، وكما وعدنا الكل وآخر مرة وعدناك سيدنا لن نبقي في قضاء جبيل منطقة عطشانة”.
وقال: “كثيرون سيقولون ما هذا الكلام وما من مياه في منازلنا، إذ في بعض الأحيان هناك مشاكل يومية نحلها عبر الإدارة في جبيل. واليوم نقول: مبروك لبلاط، مبروك لمشمش، مبروك لساحل جبيل، لغلبون بالطاقة الشمسية لمحطة الكلور، بالأمس قلنا مبروك لشامات ومبروك للمخاضة وإهمج”.
وتابع: “في هذه الظروف الصعبة الإنتقاد سهل على أبسط الأمور، ولكننا مستمرون ولن نتأثر وسيبقى النجاح هدفنا، لأن بلاد جبيل عزيزة علينا كباقي المناطق والواجب العمل لكل المناطق بالتساوي. وكما ان واجبنا توزيع المياه بالتساوي لكل الناس، كذلك على المواطن القيام بواجباته مع المؤسسة لكي تستمر في القيام بواجباتها في خدمة الناس”.
واضاف: “سألني البعض، مشاريعك لبلاد جبيل وجولاتك هل وراءها غاية سياسية؟ جوابي كان وسيبقى أعمل واجباتي الوظيفية، ومن ليس له خير لاهله لن يكون له خير للغير. فنحن نعيش في منطقة محرومة منذ زمن واليوم نحاول التعويض عن التقصير والحرمان الذي اصابنا في هذه المنطقة، وإذا كان هذا العمل يعتبر سياسة وأعمالا سياسية، فليكن.
وأكد ، أنه في هذه المرحلة الصعبة، وبعد دراسة معمقة لوضع المؤسسة والحالة الإقتصادية للناس، وبعد دراسة الموازنة، درسنا حاجات المؤسسة بعد المراسيم التي أصدرها مجلس الوزراء من زيادة ولو بسيطة للموظفين والعمال، وحاجات المؤسسة لمادة المازوت، والسعر الجديد للكهرباء الذي يشعر به الجميع وأسعار المتعهدين وقطع الصيانة التي كلها بالعملة الأجنبية ، سنرفع الرسم على متر المياه، وآمل ان يكون هذا الشيء مفهوم لدى المواطنين لأن المؤسسة عليها واجبات تجاه المواطن كما إن للمواطن واجبات تجاه المؤسسة”.
وختم: “إن كل إنجاز لخير الناس والبشر في قلب الحياة هو من جمال وروح الله بالرغم من بعض العيون المتعامية عن جمال الإنجازات”.
الروابط







