تلوح في الأفق في الآونة الأخيرة بوادر أزمة محتملة بين روسيا وأرمينيا، بحيث تسعى الأخيرة إلى توثيق علاقاتها مع حلف شمال الأطلسي.
فممثل حلف شمال الأطلسي في القوقاز خافيير كولومينا، كان قد سبق وزار يريفان في 19 كانون الثاني في زيارة اعتبرها ناجحة، بحيث أشاد بالتحول في السياسة الخارجية والدفاعية لأرمينيا.
كولومينا، سبق وأعرب عن دعمه لقرار أرمينيا بالسعي إلى توثيق هذه العلاقات، واعترف بأن تحالف أرمينيا الوثيق مع حلف شمال الأطلسي “سيستغرق على الأرجح وقتا طويلا ويصعب تنفيذه”، لكنه أكد أن الناتو يرحب بشركائه للاقتراب منه، وهذا ما تفعله أرمينيا.
لم يتأخر الرد من الجانب الروسي، حيث حذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، من أن “تقارب” أرمينيا مع الناتو قد يكون له آثارا سلبية على أرمينيا، وقالت إن العديد من الدول التي حاولت التقرب من الناتو عانت من الصراعات، وفقدان السيادة والاستقلال، والخضوع لإرادة قوة أجنبية في جميع الجوانب والمجالات، والأهم من ذلك، عدم القدرة على تحقيق مصالحها الوطنية الخاصة، فمثل هذه الخطوة يمكن أن تعرّض سيادتها واستقلالها للخطر، بحسب زاخاروفا.
هذا الرد السريع من موسكو، ينذر إلى مرحلة جديدة من التدهور الدبلوماسي بين البلدين، خصوصا مع المواقف المتقدمة من الجانب الروسي الذي أعرب بوضوح عن أن على أرمينيا أن تحلل وضعها، وتنظر إلى الخريطة، وترى أين تتواجد ومن هُم جيرانها.
فهل يعكس هذا الموقف العالي السقف من موسكو، القلق الأكبر لديها بشأن تحوّل يريفان نحو الغرب؟ وكيف ستكون الخطوات المقبلة بشأن ذلك، خصوصا مع صعوبة تنفيذ سيناريو مشابه للغزو البري لأوكرانيا؟ أسئلة تحتاج إلى قراءة إضافية لعوامل هذه الأزمة في الفترة القادمة.
ايلي الخوري