المهندس ساسين القصيفي
استضافَت الإعلاميَّةُ اللَّامِعَةُ والجَميلةُ، فَضيلة السُّوسِي، الأسبوعَ الماضي، ضِمنَ فعاليَّاتِ بَرنامَجِها النَّاجح، السُّؤالُ الصَّعبُ، على قناةِ ” سكاي نيوز عربيَّة”، الدَّاعيةَ المِصريَّ، الشيخ عبدالله رُشدي.
والشيخُ رُشدي، هو داعيةٌ إسلاميٌّ، مُرَوِّجٌ للمَفاهيمِ الدِّينيّةِ السَّلَفِيَّةِ، وله ملايينِ المُتابعين على مَساحةِ العالمِ الإسلامي. وهو يدعو الى أفكارٍ، لم تعُد تنتمي الى ثقافةِ العَصر، خاصَّةً فيما له علاقة، بِحُرِّيَّةِ المَرأةِ وزَوَاجِ القاصِرَاتِ، والمَوقفِ منَ الآخرِ المُختَلِف… كما ويُعتَبَرُ من أشَدِّ المُنَاوئينَ، للعَلمَانيِّينَ وللفِكرِ التَّنويريِّ.
تميَّزتِ الحلقةُ، بأسئلةٍ مُحدّدَةٍ وذَكيَّةٍ من المُضيفَةِ، وقدِ استخدمَت لغةً سَليمَةً وجَزْلَةً، فيما غَلَبَ نَهْجُ المُراوغَةِ والتَّهَرُّبِ، أجوبَةَ الضَّيفِ!
فَفي سؤالِها عن فَتْوَاه، بِإبَاحَةِ زواجِ القاصراتِ، لَجَأ الشيخُ عبدالله، الى التَّلطّي وراءَ نَصِّ القانونِ. كما وأنَّهُ لَم يُعطِ رأيًا جَلِيًّا، عن الأضرارِ النَّفسيَّةِ والجَسديَّةِ على القاصِرَة، من الزواجِ.
وعَن خِتَانِ الإناثِ، دعا الى نقاشٍ، بِناءً على رأيٍ طِبِّيِّ مُستَجَدٍّ، يَنفي المَضَرَّةَ عن الأُنثَى من جّرَّاءِ عمليَّةِ الخِتان!!
وعندَ تكرارِ السُّؤالِ، بِشكلٍ مُحَدَّدٍ من المُذيعَةِ النَّبيهةِ، عن تشويهِ جَسَدِ الأُنثى، والمُضاعفاتِ النَّفسيَّةِ عليها، من جرَّاءِ الختانِ، لجأ الى المُوارَبَةِ!!
عندَها، أردَفَتِ المُذيعةُ قائلةً: إنَّ الختانَ، يُعتَبَرُ جريمَةً، بِحَقِّ المرأةِ، وهو أسلوبٌ بَربَريٌّ في التَّعاطي معَ مشاعِرِها.
وعندما فاتَحَتْهُ بكلامِهِ المُصَوَّرِ، الذي كان يقولُ فيهِ: إنَّ مُستقَبَلَ المرأةِ هو بيْتُها. أجابَ، بأنَّ حديثَهُ هذا، مُجتَزَأٌ ومُقتَطَعٌ من سِيَاقِهِ!
وفي جَوَازِ تهنئةِ المسيحيِّين بأعيادهم، كان الارتباكُ سِمَةَ ردِّه. حاول التَّهرُّبَ من الإجابَةِ، مُعتَبرًا بأنَّ الإباحَةَ، ما زالت تُعتبرُ خِلافيَّةً، ضِمنَ أراءِ فُقَهَاءِ السَّلفِ. فَسَألَتْهُ عندها، عن رأيِهِ الشَّخصيِّ، فكانَ أنْ عَيَّ في رَدِّهِ.
وفي موقعٍ آخرٍ، اعتبَرَ الشيخ رُشدي، أنَّ تجديدَ الخِطابَ الدينيَّ، يَخلقُ جَدَليَّاتٍ فارغَةً!
من جهةٍ ثانيةٍ، من المَعرُوفِ عن الشيخ رُشدي، انشغالَهُ الدَّائمِ بِأمور النِّسَاءِ، حتى أنَّهُ كانت لهُ قضيَّة، مَعَ سيِّدَةٍ عِراقيَّةٍ، تُدعى جيهان، كان قد استدرَجَها الى شِقَّةٍ خاصَّةٍ بهِ، وعَقَدَ قِرَانَهُ عليها، من خلالِ شهودٍ، عبرَ الهاتف، ثُمَّ حَاولَ الإعتداءَ عليها. وقد قاضَتْهُ أمامَ المَحَاكِمَ المِصريَّةِ، والتي لم تَبُتَّ بالقضيَّة!
وفي موضوعِ الإعجازِ العِلْميِّ في القرآن، لم يكن شرحُهُ مُقنِعًا. أمَّا عن حَدِّ الرِّدَّةِ، فَقَالَ بِوُجُوبِ تنفيذِه، على أن يُطبِّقَ الحاكمُ او الخليفةُ، حُكمَ الإعدامِ، بحقِّ كلِّ مرتدٍّ عن الإسلام. وهذا عَمليًّا ما تفعلُهُ داعش وحركةُ طالبان، وسائرُ الحَرَكاتِ الإسلاميَّةِ العُنفيَّة…
وفي الأخيرِ، وعن ظاهرةِ التَّحرُشِ بالنِّساء، المُنتَشرةِ بِكَثرَةٍ في حواضِرِ الإقليمِ، أعادَ أهمَّ الأسبابِ، الى لباسِ المرأة، عِلمًا بإنَّ أكثَرِيَّتَهُنَّ مُحَجَّباتٍ!
وفي الخُلاصةِ،
إزاءَ هذه الأراءِ الفِقهيَّةِ، التي أضحَت، عاثرةً لِمُتَطلَّباتِ الحياةِ السَّويَّةِ والعَصريَّةِ، أصبحَ واجبًا لازِبًا، على المؤسَّساتِ الإسلاميَّة الدينيَّةِ والمَدنيَّةِ، الشُّروعَ بِتجديدِ الخِطابِ الدِّينيِّ، مثلما يَدعو الرئيسُ السِّيسي، أو كما يحاولُ أنْ يفعَلَ، سُموُّ الأميرِ مُحمَّد بن سلمان، للنُّهوضِ بِمُجتَمَعَاتِ هذا الإقليمِ، التي باتَت مُعظَمُها، نهبًا لِسَرديَّةِ العُنفِ المُستَدَام.
18-08-2024