Skip to content Skip to footer

التفاؤل بمفاوضات هوكشتاين لا يعني “Accomplished Mission”

على الرغم من كل التفاؤل من الجانب اللبناني حيال المفاوضات التي يقودها المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين، لا يمكن القول إن المهمة قد أُنجزت، فمصادر قريبة من المفاوض الأول الرئيس نبيه بري تشير إلى التوافق على 80% من بنود التسوية الأميركية التي تفضي إلى وقف لإطلاق النار وانسحاب عناصر حزب الله من منطقة جنوبي الليطاني، بالتوازي مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى التي احتلها في الجنوب ويسعى إلى توسيع نطاقها، ثم تشكيل لجنة مراقبة لتطبيق القرار 1701 وتحديد أي طرف يعمد إلى انتهاكه مستقبلاً.

مشاورات مضنية قادها مستشار الرئيس بري الدكتور علي حمدان مع هوكشتاين في السفارة الأميركية، تخللها بحث دقيق عن المفردات المناسبة التي لا تترك أي مجال للتحريف، وكانت استشارات قانونية معمّقة لئلا نقع في محظور التأويل الذي ينتهك السيادة اللبنانية.

ومع ارتفاع الأصوات المعترضة على حصرية إدارة رئيس المجلس للمفاوضات في غياب رئيس الجمهورية، المكلّف حصراً بموجب الدستور إدارة المفاوضات الخارجية والتوقيع على نتائجها، جال هوكشتاين على الرئيس السابق ميشال عون لأنه لا يستطيع لقاء رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بفعل العقوبات الأميركية المفروضة عليه منذ سنوات، والتقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، قبل أن يتوجّه ثانية إلى عين التينة للقاء بري ووضعه في النتائج التي توصّلت إليها جهوده، فكان المبعوث الأميركي متحفّظاً، مفضّلاً التكتّم ريثما ينتقل إلى تل أبيب للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبحث النقاط

المرفوضة من الجانب اللبناني، مستخدماً عبارة “هناك نقاط عالقة، ولن أفصح عنها كي لا يصاب البعض بخيبة الأمل”.

ما يخشاه هوكشتاين من خيبة أو فشل المهمة، لم تعكسه أجواء الرئيس بري الذي قالت مصادره إن أجواء اللقاء الثاني مع المبعوث الأميركي كانت أكثر إيجابية من أجواء اللقاء الأول.

ومع استكمال هوكشتاين جولته على القيادة اللبنانية بلقاء جمعه إلى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ونجله رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، اعتبر بعض المراقبين أن الجانب المفاوض عن لبنان يستخدم أسلوب التذاكي عينه مع الأميركي والإسرائيلي الذي يستخدمه في التعاطي مع اللبنانيين عند كل استحقاق، عبر تشييع أخبار الإيجابيات من دون معرفة حقيقة أرضيتها.

وفي مؤشّر على تقدّم المفاوضات أعيد الإعلان عن كلمة للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قبل انتقال هوكشتاين إلى إسرائيل، فيما سارع المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى التبشير بإنجاز التوافق قبل إنجازه، فتوجّه إلى اللبنانيين والقوى السياسية قائلاً: “لا شيء أهم بعد وقف إطلاق النار من تسوية رئاسية يقودها برّي الضامن التاريخي للعيش المشترك”.

وعلى المقلب الإسرائيلي كان موقع المونيتور يشير إلى أن نتنياهو قد يقبل بالاتفاق إن كان يضمن تدخّل الولايات المتحدة عسكرياً ضد حزب الله، وأفيد بموافقة أعضاء الكابينت جميعهم على مسوّدة الإتفاق باستثناء إيتمار بن غفير، الذي قد يلجأ إلى التهديد بإسقاط الحكومة، واشترط وزير الدفاع يسرائيل كاتس، لإتمام أي تسوية مع لبنان، الحفاظ على حقّ الجيش الإسرائيلي بالتحرّك لحماية مواطني إسرائيل، أي القدرة على ضرب حزب الله عندما يرتأي أنه هدد أمن إسرائيل وسكان المستوطنات أو يعيد بناء قدراته التسليحية وتنظيم صفوفه العسكرية، ليس هذا فحسب فجيشهم أقرّ

توسيع نطاق عملياته في الضاحية الجنوبية لبيروت وصولاً إلى المناطق الشرقية ذات الغالبية المسيحية واستئناف عمليات الإغتيال والملاحقة لقيادات حزب الله وكبار عناصره الميدانيين، كما حصل في شارعَي مار الياس وزقاق البلاط منذ أيام..

وفي حين يبدأ هوكشتاين مباحثاته في تل أبيب اليوم، يواصل الجيش الإسرائيلي، توسيع نطاق عملياته في جنوب لبنان، ويعمل على التقدّم باتجاه الخيام في القطاع الشرقي، والتقدّم من شمع باتجاه البياضة في القطاع الغربي لتطويق القطاع الأوسط، وسط محاولات شرقاً عبر استهداف بلدة الماري ليتمكن من الوصول الى بلدة الخيام بهدف السيطرة على محور مرجعيون، ويقول خبير عسكري لـ “ليبانون فايلز” إن “الجيش الإسرائيلي يحاول التحشيد في القطاع الأوسط استعداداً للتوغل إلى العمق في محيط مدينة بنت جبيل”، ورأى أن الأبرز اليوم “هو محاولة السيطرة على القطاع الغربي حيث نصبت القوات الاسرائيلية مربض مدفعية على بعد ستة كيلومترات في بلدة شمع سعياً للسيطرة على تلة البياضة وقطع طريق الساحل”، محذّراً من أن “صور باتت مهددة بقوة لأنها تحت مرمى النيران، وتصبح الطريق الساحلية مقطوعة عند نقطة البياضة ما يعزل منطقة الناقورة ومحيطها في أقصى الساحل الجنوبي عن العمق اللبناني”.

وإذا كان الميدان في سباق محموم مع التسوية، يبقى أن ننتظر الكلمة الفصل لمن ستكون؟

إشترك معنا في النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية في صفحتنا على
الويب للحصول على آخر الأخبار.