بدعوة من جمعية إنماء معاد _ جامعة الأسرة المعادية وبالتعاون مع “الرابطة المارونية ” و” تجمع موارنة من أجل لبنان ” ” والمؤتمر المسيحي الدائم ” رعى وحضر البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي ، “المؤتمر الوطني الماروني ” في فندق Majestic Byblos Grand Hotel السبت ١٦ آذار وشارك فيه : وزير السياحة المهندس وليد نصار ، النائب سيمون ابي رميا ممثلا رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ، النائب رازي الحاج ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع ، النائب سليم الصايغ ممثلا رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل ، النائبان زياد الحواط وفريد هيكل الخازن ، الوزير السابق مروان شربل ، النائب السابق نعمة الله ابي نصر ، كميل الاسمر ممثلا رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب كميل شمعون ، الدكتور روجيه شويري ممثلا النائب فؤاد مخزومي ، محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي ، رئيس بلدية جبيل وسام زعرور ، المدراء العامون : المالية جورج معراوي ، الجمارك ريمون الخوري ، مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران ، التربية عماد الأشقر ، قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري ، رئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مرتينوس ممثلا بنائب الرئيس رئيس بلدية المنصف خالد صدقة ، رئيس رابطة مخاتير قضاء جبيل ميشال جبران ، رئيس الرابطة المارونية الدكتور خليل كرم ،رئيس المجلس الماروني العام ميشال متى، عدد من رؤساء بلديات القضاء ومخاتير وفاعليات اجتماعية وثقافية وجمعيات أهلية وسواها .
كما شارك في الاحتفال المطرانان ميشال عون، وسمير مظلوم ، مفتي كسروان – الفتوح وجبيل العلامة الشيخ عبد الامير شمس الدين ، مفتي جبيل الشيخ غسان اللقيس ، الاب نعمة نعمة ممثلا الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي هادي محفوظ ، العميد سمعان طراد ممثلا قائد الجيش العماد جوزف عون ، العميد سمير البستاني ممثلا المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا ، العقيد مازن صقر ممثلا المدير العام للامن العام اللواء الياس البيسري ،رئيس المركز الاقليمي للدفاع المدني في قضاء جبيل مخول بو يونس ممثلا المدير العام العميد ريمون خطار ، عضو المكتب السياسي الكتائبي رستم صعيبي ورئيس اقليم جبيل حليم الحاج ،المحامي بسام الحداد ممثلا امين عام حزب الكتلة الوطنية ميشال حلو ، منسق قضاء جبيل في حزب القوات اللبنانية باسكال سليمان مع وفد من اعضاء المجلس المركزي في الحزب ، منسق التيار الوطني الحر سبع حبيب ، مارك بخعازي ممثلا نقيب المحررين جوزف القصيفي نقيب مستوردي المشروبات الروحية في لبنان ميشال ابي رميا ، رؤساء الوحدات الامنية في القضاء ، رئيسة مركز الصليب الاحمر رندا كلاب ، رئيسة اقليم كاريتاس جبيل الكسندرا عون وفاعليات سياسية واجتماعية وثقافية واعلامية ومدعويين .
بعد النشيد الوطني اللبناني ، قدم للاحتفال المربي طنوس نصار بتوطئة جاء فيها ” هذا المؤتمر تكرّمت به علينا عناية السماء وانضم إلينا كبريات الجمعيات المارونية والمسيحية ومنها : الرابطة المارونية ،تجمع موارنة من أجل لبنان ، المؤتمر المسيحي الدائم ، وسواها .
وأضاف :” أصوات من أعماق المارونية تكرّر النداء لإقامة ثنائية مباركة ركناها القديسة رفقا والبطريرك الراعي من أبناء الضيعة الواحدة ، واليها سلامنا بهذه المناجاة الشائعة: حروب تملأ الأرض، وضيق عنه لا نرضى، غدونا كلّنا مرضى وليس فينا سواك مَن يداوينا وينجّي لبنان.
زعرور
رئيس بلدية جبيل وسام زعرور شكر غبطة البطريرك على رعايته وحضوره لمؤتمر يعقد في مدينة جبيل التي أحبته مطرانا وأحبها بلاد جبيل .
ومما قاله :” سيدنا، مدينة جبيل سلّمت البطريرك مار نصرالله بطرس صفير مفتاح المدينة في عام 2012، حينما كان النائب زياد حواط رئيسًا للبلدية. واليوم، نجدد إيداعكم هذه الأمانة من شعب جبيل وكنائس المدينة وجوامعها وقلعتها الصليبية لما لها من رموز.
وأضاف :”في الأحد الماضي، تحدثتم في عظتكم عن إنجيل شفاء المخلّع، حيث أشرتم إلى أن المخلّع ليس فقط المريض أو الذي لديه إعاقة جسدية، بل هو شفاء الشخص من الخطيئة. ونحن نقول إن الخطيئة الكبرى لدى المسؤولين في لبنان هي عدم انتخاب رئيس للجمهورية. لذا، نحن، من جبيل مدينة الحرف، نطالب بأن يكون مفتاح انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية في أيديكم وحدكم.
فأنتم لستم فقط قائد روحي للمسيحيين، بل رمز حي للوحدة والتسامح في هذا الوطن العظيم.
عيسى
سفير لبنان السابق في الولايات المتحدة الأميريكية غبريال عيسى قال :” لن أتحدث عن الموارنة في لبنان بل في بلاد الانتشار ولا سيما في الولايات المتحدة الأميريكية حيث مركز القرار وعلى الدور الذي يجب أن يلعبه موارنة اميريكا بالتنسيق من البطريركية المارونية في لبنان ، وهم طاقة فاعلة كبرى يمكنها بالتأكيد أن تساعد الوطن الأم في القضايا الاقتصادية والأمور المصيرية.
واشار الى ان الموارنة في واقع انتشارهم هناك مؤهلون لاخذ المبادرة والعمل من اجل الكنيسة .
كما ان المطلوب من الموارنة هناك ايضا العمل على عدم عزل انفسهم عن لبنان ، وليتأكدوا ان لا موارنة من دون لبنان مشددا على ضرورة ربط الكنيسة المارونية في الولايات المتحدة بلبنان . وحذر من انفصام العلاقة بين الكنيسة المارونية في لبنان والكنيسة الكاثوليكية والموارنة في اميريكا .
ودعا الموارنة لان ينخرطوا في النظام السياسي الاميركي لانها الطريقة الاكثر فاعلية لكي يستطيع الاغتراب القيام بدوره في حماية لبنان في القرارات الدولية .
آملا ان يتبنى المؤتمر هذا الطرح .
وشددا على عدم ادخال السياسات الضيقة في عمل الكنيسة متمنيا صدور خطوات عملية عن هذا المؤتمر في هذا الخصوص.
بدوي
الباحث والكاتب السياسي سليم بدوي قال في كلمته :” لقد اخترنا أن نكون حركة مدنية ثقافية اجتماعية نهضوية وطنية تحت رعاية الكنيسة المارونية. وعهدنا ، ان نكون أوفياء لما كان عليه أجدادنا، رُسل حرية وانفتاح وحوار وجسر محبة وتعاون بين الجميع من أجل الوحدة والنهضة وخلاص لبنان. فهنا لا بدّ من التذكير بما قاله المؤرّخ كمال الصليبي عن الموارنة ، قال: ” لقد استطاع هذا “الشعب الصغير ” الحفاظ ، طيلة قرون ، على هويّته التاريخية جرّاء ثباته في موقفه ومقاومة الظلم دون هوادة وأخذ العِبر من الماضي، وحسن اختيار الأصدقاء والحلفاء والإستعداد للتفاهم مع الآخر.”
وهذا هو باختصار أفضل تعريف لورشة عمل المؤتمر الوطني الماروني.
نجيم
البروفسور طانيوس نجيم تكلّم في مداخلته باسم الرابطة المارونية ، ومما قاله:” موضوع مؤتمرنا هو استنهاض الطاقات المارونية الثقافية لتحقيق الرسالة الدهرية التي تميّزت بها الكنيسة على مرّ العصور .نتجنّد لها ، كما تجنّد أجدادنا وآباؤنا وقدامى المدرسة المارونية في روما مؤدّين الخدمات الجلّى في الغرب حيث ضُرب المثل بعلمهم وفي الشرق كانوا رواد النهضة العربية بتحقيقهم توصيات المجمع اللبناني باقرار التعليم المجاني والإلزامي وتطبيقه على البنات وتعزيز تعليم اللغة العربية ، دونما تخلٍّ عن اتقان اللغات الأجنبية ، والإنفتاح على الثقافات التي تحملها جميع هذه اللغات .
وأضاف: إننا نسعى الى بناء لبنان جديد على أسس الحرّية والتعددية والمساواة بين جميع مكوناته واحترام حقوق الإنسان بمعزل عن انتمائه المذهبي أو السياسي.
كنعان
المحامي بول يوسف كنعان رئيس تجمع موارنة من أجل لبنان قال في كلمته :” المارونية ليست كنيسة فقط ، ولا انتماء رعويا ، بل هي نهج حياة ، ونمط عيش ،وإيمان راسخ بالراقد على رجاء القيامة اولا ، والحرية ثانيا ، ومن الإيمان والحرية ينبثق الحضور الثابت ، المتمسك بلبنان .
وأضاف :” وليس من المبالغة بالقول أن الموارنة في لبنان كالخميرة في العجين إن تمسكوا بجذورهم وساروا على النهج الوطني والإنسانية للآباء المؤسسين للكنيسة والكيان نموا وازدهروا ، وأن ابتعدوا عن الجوهر ذابوا وذبلوا وباتوا جماعة بلا طعم ولا فائدة ولا دور .
وقال :” إن ما نعيشه اليوم من أزمات يستدعي منا أن نكون موارنة أكثر من أي وقت مضى ، أن نتحدث ونبادر ونكون الى جانب كنيستنا وبطريركنا واساقفتنا وكهنتنا وراهباتنا وجمع المؤمنين من شعب مارون من أجل لبنان ” ٠
خضره
وجاء في كلمة الأب طوني خضره رئيس اتحاد اورا وممثل المؤتمر المسيحي الدائم ما يلي :” قوتنا في نبذ الأنانيات وفي دفن خلافات الماضي والحاضر الى غير رجعة ، والنظر الى المستقبل لبناء استراتيجية واحدة تحفظ وطننا الحبيب ووجهه الحضاري، ووجودنا وحضورنا الفاعلين فيه، وليس في مشاريع فردية يضارب فيها الأخ على أخيه فتتشرذم الجهود ويضيع الهدف.
قوتنا في محبة بعضنا البعض، كمسيحيين الى أي مذهب انتمينا ، وليس التغني بأمجاد الماضي على حساب حاضرنا ومستقبل أبنائنا ، لأن المارونية الحقيقية ليست طائفة أو مذهباً بل حياة ونهجاً وشراكة.
قوتنا في الغفران لبعضنا البعض، وليس في إيقاظ الفتن واللعب على الغرائز.
لبنان يحتاجنا اليوم صفاً واحداً، وموقفاً واحداً ومشروعاً واحداً.
قوتنا في استنهاض مجتمعنا المسيحي الذي ينهشه اليأس، وفي التعرف على طاقاتنا وتشبيكها لتحقيق الهدف المنشود، كما يدعو المؤتمر المسيحي الدائم في شعاره: إستنهاض ، تعارف ، تعاون.
العكره
رئيس مجلس إدارة _ مدير العام المكتبة الوطنية الدكتور حسّان العكره تحدث عن الثقافة المارونية فقال :”
تنعكس الثقافة المارونية كياناً فكرياً، وهويةً فرديةً وجماعية على المساحات الجغرافية التي يسكنها الموارنة، فلا يمرون إلاَّ فاعلين ومؤثّرين. في لبنان ، لثقافتنا المارونية التأثير الواهج على واقعنا الوطني، إن نَحْكِ عنه، نظهر مفاعيل أعطت وطن الأرز صفة لبنان ، وإن نُشر الى ضعفٍ في المقاربة المارونية، تَبَنْ تداعيات!
إن تطبع مؤتمرنا سمة “الثقافة المارونية وتأثيرها في الواقع الوطني اللبناني، نَهندِ الى الحالة المارونية كياناً، كأن نقول: خذوا العلم من فمِ الماروني.
وأضاف: حبّذا لو تبقى هويتنا المعرفة، ومارونيتنا الثقافة.إذّاكَ نكونُ كما تكوّنّا ، جماعةُ منارة، وشعباً ضوئياً ، وكنيسة في مِلْء!
الحاج
رئيس جامعة الأسرة المعادية المحامي صليبا الحاج قال في كلمته:
“نحن كموارنةٍ، متجذرون في هذه الأرض، ولسنا نازحين اليها، انتشرنا في بقاع الوطن كلّه من (بلاد البشارةِ) في جنوبنا الحبيب، الى وديان قديسنا في شمال لبنان، الى بقاعه وعاصمتهِ.
انتشرنا لينتشر الخير والحبُّ والثقافةُ والزرعُ، وسنعيدُ إن شاء الله لملمةَ صفوفنا.
انتشرت المارونية ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً، وانصهرت مع كلِّ محيطها وكلِّ العائلاتِ الروحية، واستحضرتِ البعثاتِ الثقافية ، فأضحَتْ جامعة الشّرق، ومستشفى الشرق وديمقراطيةَ الشرقِ، بل خميرة هذا الشرقِ، ولكن ، فرَّقتنا المصالحُ والأنانياتُ والمناصبُ وحبُّ الذاتِ.
نحنُ اعتصرنا التجارب من حصرم الأيامِ العجافِ، وقطرناها على لهيب الإيمانِ والحبِّ والشغفِ وحبِّ الوطنِ والأرضِ.
جان كلود سرور
رئيس جمعية إنماء معاد جان كلود سرور تحدث عن الغاية من المؤتمر فقال :” هذا المؤتمرُ أيها السادة ليس نُسْخَةً ولا تَأَسُّساً ،
إنّما هُوَ مَحَطَةٌ من مَحطّاتِ لقاءاتِ الموارنة مع بطريركهم في الأَزَماتِ والشدائد .
هُوَ لِقاءُ الموارنةِ الأَوائل مَع بطاركَتِهِم في الطّاعةِ والشمائل ، ونحنُ اليومَ مع غبطةِ البطريرك مار بشاره بطرس الراعي ، وَهُوَ المُؤْتَمَنُ على رسالةِ الأوائِل ورُبّانُ إنقاذ سفينةِ الوطن ، من الأنْواءِ الضاربةِ والأَهْوَاءِ القاتلة ، والوصولِ بها الى شاطئ الأمان .
الأَمانُ لحُريّة الماروني ،
والأمانُ لسلامةِ اللبناني ،
والإطمئنانُ للمواطنِ في العيشِ وكرامةِ الحياة
وأضاف :” هذا المؤتمرُ يسعى لأن يُلقيَ الضوءَ على تاريخِ وتراثِ الموارنة من أجل استعادة الروحانية ،والدَّوْر ، والوجُودِ في هذا الوطن .
هذا المؤتمر هُوَ مساهمةٌ لتبقى المارونيةُ وجودا غيرَ مُنْغَلَقٍ على الذات .. بل حضوراً مُنفتِحاً على الارضِ وعلى العالم كلِّه.
هذا المؤتمر هُوَ لاستعادةِ الروحانية من نَهْجِ الموارنةِ القُدامى الى موارنةِ اليوم بقيادة وتوجيهات بطريركِنا الحالي مار بشاره بطرس الراعي .
كريم
صاحب دار الروابط الصحافي جورج كريم قدّم غبطة البطريرك الراعي ببعض ابيات من الشعر .

الراعي
مسك ختام المؤتمر كان صاحب الرعاية غبطة البطريرك الراعي ، وجاء في كلمته:” يسعدني في ختام حفل إطلاق المؤتمر الوطني المارونيّ، أن أوجّه معكم تحيّة تقدير وشكر لجمعيّة إنماء بلدة معاد-جامعة الأسرة المعاديّة التي، بالتعاون مع الرابطة المارونيّة وتجمّع موارنة من أجل لبنان والمؤتمر المسيحيّ الدائم، على إتّخاذها المبادرة بإطلاق المؤتمر الوطنيّ المارونيّ الذي نرجو له النجاح وفاتحة مسيرة للمحافظة على لبنان في كيانهالمميّز وخصوصيّاته ورسالته في هذا الشرق وما لها من أثر على المستوى العالميّ.
- إستهلّ القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني إرشاده الرسوليّ “رجاء جديد للبنان” الذي وقّعه في بيروت بتاريخ 10 أيّار 1997 بهذا الكلام: “لبنان بلدٌ طالما اتجهت إليه الأبصار. ولا يمكننا أن ننسى أنّه مهدُ ثقافةٍ عريقة وإحدى منارات البحر الأبيض المتوسّط. فلا يستطيع أحد أن يجهل اسم بيبلوس التي تذكّر ببدايات الكتابة”.
أجل، بروحيّة هذه الشهادة الحبريّة، ينطلق المؤتمر الوطنيّ المارونيّ. - في إطار التمييز بين الدولة والنظام كتب الأستاذ أنطوان مسرّة: “إعتاد علماء حقوق وسياسة على توصيف الدولة بأنّها ديمقراطيّة وليبراليّة وسلطويّة … في حين أنّ الدولة لا توصف إلّا بذاتها in se. أمّا النظام السياسيّ فهو الذي يوصف بالديمقراطيّة والليبراليّة والسلطويّة والفعاليّة …
أوّل أيلول 1920 هو تاريخ نشوء الدولة اللبنانيّة. أمّا الكياناللبنانيّ فجذوره تعود إلى أقدم العصور. قبل أوّل أيلول 1920 كان لبنان إمارات وإقطاعيّات وولايات خاضعة للسلطنة العثمانيّة التي كانت هي الدولة”
“تنشأ الدولة في مرحلة تأسيسيّة بامتداد سلطتها على كلّ الأطراف الجغرافيّة والجماعات والإقطاعيّات والإمارات والزعامات في سبيل احتكارها حصرًا القوّة المنظّمة، أي جيش واحد، ودبلوماسيّة واحدة”. - دولة لبنان بكيانها ونظامها ذات ميزات جعلت من لبنان قيمة حضاريّة، أذكر من هذه الميزات أربعًا:
أوّلًا، تتميّز دولة لبنان عن جميع الدول العربيّة، وهذا ما يعطيها قيمة بنظرها. فمنذ التأسيس شاءها المكرّم البطريرك مار الياس بطرس الحويك دولة لا دين خاصًّا بها. ليس فيها دين للدولة، ولا إنجيل ولا قرآن مصدرًاللتشريع، لكنّها دولة “تحترم جميع الأديان والمذاهب، وتكفل حريّة إقامة الشعائر الدينيّة تحت حمايتها وتضمن للأهلين على اختلاف مللهم احترام نظام الأحوال الشخصيّة والمصالح الدينيّة”.
ثانيًا، قام لبنان منذ البداية وعلى لسان البطريرك الحويك في مؤتمر فرساي للسلام سنة 1919 بقوله: “أُلفت نظركم إلى التطوّر العظيم في الكيان اللبنانيّ، وهو الأوّل في الشرق إذ “يُحلّ المواطنة السياسيّة محلّ المواطنة الدينيّة”. فيكون المرء لبنانيًّا أوّلًا ثمّ مسيحيًّا أو مسلمًا، وليس العكس.
ثالثًا، في لبنان قاعدة أساسيّة هي العيش المشترك بين المسيحيّين والمسلمين بالمساواة في الحقوق والواجبات. ليست هذه القاعدة مبنيّة على العدد بل على الشراكة المتساوية في الحكم والإدارة بين المسيحيّين بمجمل مذاهبهم، والمسلمين بمجمل مذاهبهم. بهذا المعنى قيل إنّ لبنان “كطائر ذي جناحين”. هذه الميزة منحها الدستور بعدًا شرعيًّا، فنصّ في المقدّمة على أن “لا شرعيّة لأي سلطة تناقض العيش المشترك” (المقدّمة، ي). وقد أصبح ميثاق العيش المشترك (1943) المتجدّد في اتفاق الطائف 1989 أساس الثقة بين اللبنانيّين.
رابعًا، في بيئة عربيّة ومشرقيّة حيث أحاديّة الدين والحزب والرأي، يتميّز لبنان بالتعدّديّة الثقافيّة والدينيّة في إطار الوحدة الوطنيّة القائمة على ثلاث: المساواة في الجكم والإدارة، النظام السياسيّ الجمهوريّ الديمقراطيّ البرلمانيّ، الحريّات العامّة وفي طليعتها حريّة الرأي والمعتقد. - ولكن للأسف الشديد نلحظ أنّ هذه الميزات التي جعلت من لبنان “قيمة حضاريّة ثمينة”، وجسرًا ثقافيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا بين الشرق والغرب، ومكانًا للحوار وتلاقي الأديان، آخذة في التشويه منذ حوالي ثلاثين سنة.
أ- فهناك إنتهاك سافر للدستور ظاهر بشكل خاصّ في عدم إنتخاب رئيس للجمهوريّة، من دون أيّ مبرّر، ولكن لأهداف مكشوفة وهي إقصاء الرئيس المسيحي المارونيّ الوحيد في هذا الشرق. فنسأل أي شرعيّة لممارسة مجلس النواب الفاقد صلاحيّة التشريع، ولممارسة مجلس الوزراء الفاقد صلاحيّة التعيين وسواه مما هو حصرًا منوط برئيس الجمهوريّة.
ب- وهناك إنتهاك خطير آخر للدستور في المادّة 65 التي تعتبر “إعلان الحرب والسلم من المواضيع التي تحتاج إلى موافقة ثلثي عدد أعضاء الحكومة”. وها نحن في صميم حرب مع إسرائيل لا يريدها أحد من اللبنانيّين فيما يقرّرها فريق يورّط فيها لبنان والجنوب واللبنانيّين وهم كلّهم ما زالوا يعانون من الحرب اللبنانيّة المشؤومة ونتائجها.
ج- وبعد إبرام إتفاق الطائف (1989) الذي لا يُنفّذ بروحه وبكامل نصوصه، ظهر مليًّا غياب سلطة سياسيّة حاسمة في لبنان، فدبّت الفوضى وبات الحكم على الأرض للنافذين بمنصبهم أو بسلاحهم أو بمالهم أو باستقوائهم. وقد أقرّالجمهوريّة السابق العماد ميشال عون في أواخر عهده: “لسنا في جمهوريّة، بل في جمهوريّات”.
د- وما القول عن حالة الفقر المتزايد، ونزيف الهجرة، وخسارة أهمّ قوانا الحيّة، وعن النتائج الوخيمة لوجود مليوني نازح سوري على المستوى الإقتصاديّ والأمنيّ والإنمائيّ والإجتماعيّ والتربويّ؟؟
- هذا المؤتمر الوطنيّ المارونيّ جاء في وقته ومحلّه، ليكون وسيلة لإعادة معرفة ذاتنا اللبنانيّة ومسؤوليّتنا. فلبنان وقيمته الحضاريّة مسؤوليّة في أعناقنا. لبنان مريض ويجب تشخيص مرضه من أجل التزام شفائه. مرضه الأساسيّ أنّه فقد جوهر طبيعته وهو حياده الإيجابيّ الفاعل كوسيط سلام، ورائد حوارٍ وتلاقٍ، ومدافع عن حقوق الشعوب، وفي مقدّمتهم الشعب الفلسطينيّ. لا يستطيع لبنان أن يقوم بهذا الدور والرسالة إذا دخل في حروب ونزاعات إقليميّة أو دوليّة.
وفي الختام تسلم البطريرك الراعي من جمعية انماء معاد وجامعة الاسرة المعادية هدية تذكارية من الأسماك المتحجرة ، وتم التقاط الصور التذكارية وتناول نخب المناسبة .
الروابط