Skip to content Skip to footer

الأمن الذاتي في لبنان: بين أعباء النزوح وخطط الإرهاب والتدخلات الخارجية

في ظل التوترات الأمنية التي تعصف بلبنان على وقع الحرب الاسرائيلية والتي تطال عدة دول، ومع تزايد أعداد النازحين، يتصاعد التوجه نحو الأمن الذاتي كإجراء يراه بعض اللبنانيين ضرورياً لحماية مناطقهم من المخاطر. وفي حين تعتبر هذه الظاهرة ملاذاً للكثيرين في ظل ضعف الثقة بالإجراءات الأمنية الرسمية، إلا أن تفاقمها ينذر بتحولات خطيرة على الساحة اللبنانية، خصوصاً إذا ما اقترن بعوامل أمنية أخرى معقدة وتهديدات خارجية تضع البلاد في دائرة استهداف أوسع.

تقاطعت مصادر داخلية وخارجية حول نقطة اساسية وهي ان “الأمن الذاتي ظاهرة مقلقة تحت ضغط النزوح والأزمات الأمنية، فقد شهدت المناطق الحدودية في لبنان تحولات أمنية كبيرة مع خلوها نتيجة النزوح هربا من الحرب الاسرائيلية، الذي يرهق البنية التحتية ويزيد الضغط على الخدمات، ما دفع الكثير من الأهالي للجوء إلى الأمن الذاتي. فبعد سنوات من تدفق النازحين السوريين سابقا والنازحين اللبنانيين من مناطق الحرب حاليا، وما يصاحب ذلك من مشاكل اقتصادية واجتماعية، بدأت بعض الجماعات المحلية في شراء الذخيرة بشكل لافت، مع التركيز على الأسلحة الرشاشة الخفيفة، وذلك لتعزيز قدرتها على الحماية الذاتية. تعكس هذه الممارسات حالة القلق المستمر في لبنان، حيث يرى البعض أن الإجراءات الحكومية غير كافية في ظل تعقيد الوضع الداخلي والخارجي”.

وقالت المصادر عبر “ليبانون فايلز” ان “عمليات شراء الذخيرة بهذا الشكل تعكس إدراك اللبنانيين المتزايد لحجم التحديات التي تحيط ببلادهم. ومع

تكثيف حوادث التوتر، يُلاحظ وجود استعداد بين بعض الفئات اللبنانية لمواجهة أي طارئ، سواء بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والامنية، أو تصاعد التهديدات الخارجية. ويُثير انتشار الأسلحة بهذا الشكل تساؤلات حول تداعياتها على الأمن الاجتماعي وسلامة المدنيين، فضلاً عن إمكانية استخدام هذه الأسلحة في تصفيات طائفية ومناطقية تزيد الانقسامات بين الطوائف والمناطق”.

الاخطر هو ما كشفته المصادر عن “مخططات “داعش” و”النصرة” لاستهداف البيئة الشيعية، والسؤال الذي يطرح ان كان ذلك هو توجيه دولي أم نزاع طائفي؟. فالمخاطر الأمنية الداخلية تتعزز مع المعلومات التي كشفت عنها مصادر أمنية دولية، والتي تحذر من خطط إرهابية تستهدف البيئة الشيعية في لبنان. ووفقاً للمصادر، تعمل مجموعات كـ “داعش و”جبهة النصرة” و”المعارضة السورية” بدعم إسرائيلي لزعزعة استقرار هذه البيئة، مما يعكس نية إسرائيل في استغلال الأزمات الداخلية في لبنان لإضعافه وزعزعة أمنه. هذه المعلومات المقلقة تأتي في سياق إقليمي تتصاعد فيه الصراعات، حيث تنتهز جهات دولية وإقليمية الأزمات اللبنانية لتحقيق أهدافها في التفتيت وضرب الاستقرار الداخلي”.

واشارت المصادر عبر موقعنا الى ان “هذه التقارير تكشف عن احتمالية استغلال إسرائيل للأزمات الطائفية في لبنان لتمرير أجندتها السياسية، ما يجعل من الأمن الذاتي قضية أكثر تعقيداً، خاصة في ظل تنامي المخاوف من استخدام هذه الجماعات الإرهابية كأداة لضرب النسيج الاجتماعي اللبناني وتعميق الانقسامات”.

هل الأمن الذاتي وخطط إسرائيل لتفجير لبنان، محاولة لإغراق البلاد في الفوضى؟، تجيب المصادر بالتحذير من ان “هذه المعطيات تفتح الباب أمام تساؤلات خطيرة حول احتمال وجود علاقة بين انتشار الأمن الذاتي وخطط إسرائيلية لتفجير الوضع الداخلي في لبنان، عبر دعم مجموعات إرهابية

وتأجيج الصراع الطائفي. إن تمويل وتسهيل نشاطات هذه المجموعات الإرهابية، بما فيها داعش والنصرة، يمكن أن يؤدي إلى حروب داخلية صغيرة على الأرض اللبنانية، مما يزيد من الضغط على الأطراف اللبنانية ويضعف قدرة الدولة على استعادة الاستقرار. وبالتالي، فإن انتشار الأمن الذاتي كوسيلة للحماية قد يتحول إلى عامل يساهم في تفاقم الفوضى بدلاً من حل الأزمة”.

سؤال تطرحه المصادر المتقاطعة مفاده: هل دخلت سفن الأسلحة إلى لبنان؟ وهل لبنان امام شبح “لطف الله 1 و2” يعود إلى الواجهة؟، لفتت المصادر الى انه “يتجدد الحديث عن دخول شحنات أسلحة غير مشروعة إلى لبنان على غرار سفن “لطف الله 1 و2″ التي أوقفت خلال الحرب السورية وكانت محملة بالأسلحة. تثير هذه الشائعات قلقاً بشأن إمكانية وصول أسلحة مماثلة لتغذية النزاعات المسلحة داخل لبنان، وقدرة بعض الجماعات على تحصين مواقعها. إذا صحت هذه المعلومات، فإن لبنان يواجه خطراً محدقاً بتدفق الأسلحة والذخيرة إلى الأراضي اللبنانية، ما يزيد من احتمالات نشوب صراعات مسلحة محلية تغذيها أطراف خارجية”.

ووضعت المصادر “قيام إسرائيل بتنفيذ إنزالات بحرية وبرية متكررة على الحدود اللبنانية، في خانة تعزيز طرح تساؤلات حول أهداف هذه العمليات. فهل تأتي هذه التحركات كوسيلة لتغطية عمليات تهريب الأسلحة إلى بعض المجموعات المسلحة؟ وما مدى تأثير ذلك على السلم الداخلي في لبنان؟ تعتبر هذه العمليات، التي تتزامن مع التهديدات المتزايدة من قبل الجماعات الإرهابية، مصدراً لقلق كبير، إذ يخشى البعض من أن يكون هذا التصعيد الإسرائيلي جزءاً من خطة أكبر لتسليح جهات معينة داخل لبنان بهدف إشعال اضطرابات أمنية”.

وخلصت المصادر الى القول “يشكل الأمن الذاتي في لبنان ظاهرة متنامية لها تداعيات خطيرة على مستقبل البلاد واستقرارها، إذ إنه ينمو كاستجابة

للأزمات الداخلية والتهديدات الخارجية المتزايدة. لكن مع ارتفاع وتيرة المخاطر من دعم خارجي للجماعات الإرهابية، يظل السؤال المطروح حول قدرة لبنان على مواجهة هذه التهديدات في ظل ضعف الإمكانيات الأمنية وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. الأمن الذاتي قد يتحول إلى سلاح ذو حدين: فهو من جهة وسيلة لحماية بعض المناطق، لكنه من جهة أخرى يفتح الباب أمام استغلال الأزمات الداخلية من قبل أطراف خارجية لا تسعى إلا لتدمير لبنان وتفتيت وحدة شعبه”.

إشترك معنا في النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية في صفحتنا على
الويب للحصول على آخر الأخبار.