جورج كريم
من فشل المفاوضات بين وفدي محمود عباس واسماعيل هنيّة، بين
رام الله وغزة ، الى فشل المفاوضات في بكين ، ومراوحاً في الست
زیارات لوزیر خارجه أميريكا بلينكن إلى المنطقة، وفشل الوسيط
الفرنسي في تامین انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية .
من بناء ميناء غزة بأموال أميريكية تحت شعار “الدواعي الانسانية ” ؟ الى خيم اللاجئين بالآلاف من نزوح رفح المقبل ، إلى الصمت الاسلامي والعربي المكشوف ؟!
ومن إيران” لا للحرب الواسعة” ، إلى اسكات التظاهرات الطلابية في معظم جامعات اميريكا وأوروبا .
من فشل أُم المفاوضات في تبادل الاسرى بين اسرائیل و غزه، وبند إنهاء الحرب بضمانة اميريكية كمطلب غزاوي اساس .
من بعض نجاح بعض العاملين “تحت الطاولات” لإفشال مفاوضات
السلام سواء عند القيادات المتطرفة في اسرائيل او عند قيادات حماس .
من كل ما اوردناہ ، ايُّ بصيص هدنة وسلام يتأمله أهل غزة وأهل المخطوفين الاسرائيليين ؟
واين أطماع الصهاينة بأرض فلسطين بحسب تفسيرهم لما جاء في التوراة ؟! وقد استوطنها الفلسطينيون وعاشوا فيها منذ 1400 سنة کما صدر عن الفاتيكان مؤخرا في اجتماع رؤساء كنائس المجمع الكنسي
الأكليروسي المقدس وكشف فيه عن زيَف ادعاء اليهود وعن ترويجهم لعشرات السنين بالاكاذيب والخرافات الواردة في التوراة لاستخدامها في السيطرة و المطالبة بأرض فلسطين
وقد سقطت تاريخيا ودينيا
بعد إعلان الفاتيكان ،ليقفل الباب باستعمال الكتب المقدسة مطية لاغتصاب ارض فلسطين بقوة السلاح
ولعبة الأمم .
وماذا بعد عن نتنياهو ، وفريقه الحربي من المتشددين وخاصة غالانت وبن غفير ؟ وكيف لهم ان يوقفوا الحرب التوسعية اذا لم يحصلوا على ما يريدونه بالمفاوضات الدائرة وإرغام الفلسلطينيين بالخضوع والاستسلام ؟
لیس امام نتنياهو سوى استكمال الحرب التوسعية من غزة الى رفح .. وربما لبنان ؟
هذه فرصة بالنسبة للمتطرفين الصهاينة الذين يدعمون نتنياهو
قد لا تتكرر ؟ اذ ليس بالإمكان إعلان حرب مدمرة كل سنة أو سنتين، وهُم
يشعرون اليوم ان الراي العام الغربي والاسلامي غير معاد لهم ؟! وأن الفرصة مؤاتية للتوسع على حساب
اراضٍ فلسطينية جديدة .
إن إشارات وسائل الإعلام
العالمية بقرب الوصول إلى
هدنة بين غزة واسرائیل تشبه ما
كانت تبثه بعد الحرب العالمية الثانية من اعطاء العرب وقادتهم حصة وازنة من تقاسم النفوذ والجغرافيا حتى استيقظ العرب الحلفاء “للحلفاء “انهم خُدعوا في اكثر من اتفاق وأن تبادل الديبلوماسية والإجتماعات ما كانت سوى لتمرير الوقت لإنضاج الحلول
بين دول الحلفاء المنتصرة .
قد تكون حكومة نتنياهو بحاجة الى تبادل بعض الاسرى لتخفیف ” هيجان ” الرأي العام ، وما الماية يوم و ١٤٥ يوم ، وعدد الأسرى في التبادل الذي يتحدثون عنه سوى مساحة من الوقت لاستعادة انفاس تنظيم آلة الحرب عدة وعتادا وجنودا …
لم يحقق نتنياهو حتى تاريخه اي نصر عسكري ..
ما عدا التدمير وقتل المواطنين والاطفال في غزة.
وهو بحاجة الى انتصار عسكري سيسعى اليه رغم “أنف العالم ” ؟
فهل يقدر ؟ ام تكون غزة ورفح مقبرة لطموحاته واسقاطا لهيبة اسرائیل وبدء العد العكسي لاستعادة ارض فلسطين للفلسطينيين الذين سكنوها منذ 1400 _ 1600 سنة كما جاء في إعلان الفاتيكان أمس ؟
وحده الضغط الأميريكي الحاسم يوقف الحرب ويساهم في فرض حل الدولتين برعاية الأمم المتحدة ، ويفتح نافذة أمل لحلول ثابتة مع التطبيع العربي الإسرائيلي ، ووضع العربة على سكة السلام بين دول المنطقة بضمانات دولية لتأمين آفاق مستقبل زاهر لشعوب هذه البلدان بالإستثمار والازدهار والأمن والأمان.
ويبقى السؤال : ما هو الثمن الذي ستطلبه ايران للموافقة على تطبيق مندرجات القرار ١٧٠١ ؟ وبعملة المصلحة الإيرانية في الداخل وفي “الإقليم” ؟
الأيام المقبلة قد تحمل بعض الأجوبة؟