أوْقفْنا المطر ! قبل ظهر أمس ، وتوجّهنا ” الخماسية الإعلامية الجبيلية ” في زيارة صُبحية لكاهن رعية السيدة في عمشيت الخوري المفضال شربل الخوري .
ما أن أرخينا برحلنا داخل مكتبه ومع رشفة القهوة الأولى حتى عاود المطر هطوله في موسم “طوفانه”؟
يرحّب ” الأبونا” شربل “بالخماسية”: ايلي غانم ، المختار ايليو سليمان ، انطوان صعب ، جورج كريم ويغيب بداعي ” الكريب” مارك بخعازي . وانضم إلينا رئيس بلدية نهر ابراهيم المحامي شربل ابي رعد والمدير الإقليمي السابق في الدفاع المدني شكيب غانم .
كرم الضيافة وسخاء الصُبحية عند الأبونا شربل يترافقان مع أطايب الحديث المفتوح على كل المواضيع والعناوين .
فهنا ، في دار رعية “السيدة” ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم هذا الكاهن الجليل ، المناضل في سبيل الكنيسة وخلاص ابن البشر .
الخوري شربل الخوري يؤمن بأن العمل الصالح هو من ركائز الرسالات السماوية والقيام به واجب لخير الانسان . لأنّ الانسان هو نقطة الارتكاز في دائرة هذا الكون والرب الإله له المجد ارسل ابنه الوحيد ليفتديه خلاصا من عبء الخطيئة الأصلية ونير العبودية .
كل شيء في هذا الكون هو لخدمة الانسان . وحيث يحتاج المرء لمساعدة وخاصة في الغذاء والكساء والدواء فعلى المقتدرين أن يهبّوا لتقديم هذه المساعدات وأجرهم عند الله في يوم الحساب .
من خلال هذه القناعة الطالعة من لَدُن الكنيسة راح الخوري شربل الخوري يعمل في رعيته جامعا أبناءها تحت جناحي الكنيسة الرسولية الجامعة، وانكب على تأمين المساعدات للمحتاجين من غذاء وكساء ودواء ، فشكل فِرَق عَمل تعمل لنحو من عشر سنوات مَضَيْنَ في تأمين الاحتياجات للعائلات من داخل الرعية وخارجها . وأطلق من خلال برنامجه التلفزيوني على محطة نورسات أفكاره ورؤاه لدعم مسيرته على مساحة الآلاف من الناس ، وكان له ما أراد .. وقد شرح لنا بالأرقام أنواع الدعم على أيدي محسنين غيارى لا يرغبون بلفظ اي حرف من اسمائهم خلافا لأهل السياسة وبعض المتوجهنين من الأثرياء الجدد الذين يقرعون الطبول ويزمرون لكل فلس يقدمونه ويتبرعون به ، فهؤلاء نالوا أجرهم في الدنيا اما حسابهم عند الله فله العقاب .
ولم يقتصر الحديث في صُبحية الخوري شربل على حاجات واحتياجات المحتاجين من الناس بل تشعّب الى مشاكل بعض الرعايا ودَوْر القيّمين عليها في خَلْق ناشئة تقوم ببناء المستقبل على قواعد من الأخلاق والقِيَم الأنسانية التي دعت إليها الديانات السماوية وتناضل في سبيلها المسيحية .
الخوري شربل الخوري دعانا الى الوقوف بوجه التيارات الإلحادية والبِدَع الاجتماعية والانحرافات الثقافية التي تروّج لها بعض وسائل الإعلام العالمية وهي غريبة عن مجتمعاتنا وتقاليدنا وعاداتنا وإن كنا ندعو الى العصرنة والتقدّم والعِلم ولكن وفق شرعة حقوق الانسان وتعاليم الكنيسة .
وقبل المغادرة ، تعرفنا على مطبخ المحتاجين والمسنين وفريق العمل من نسوة ورجال وهم يهيئون الحصص الغذائية بالمئات المئات .. وتواعدنا لموعد جديد في الأسبوع المقبل في مقابلة مفصلة ومصوّرة لما يقوم به هذا الخوري المقاوم المقدام والشجاع ، وهو يسمع صوت الجائعين وصراخ الموجوعين ودعاء المتألمين في الأرض …
وهذه لقطات من صبحية الأمس الجميلة عند كاهن رعية السيدة بعمشيت الخوري شربل الخوري .
