أين هو رئيس الجمهورية
الذي يتكلم بلغات عدّة علمية وقانونية وله صداقات عالمية ويجري اتصالات دولية ويزور دول القرار الأممية ويلقى أكرم الاستقبالات ويفتح أبواب القصر الجمهوري لرؤساء الدول العربية والأجنبية؟
هذا اللبنان الذي ملأ مجلدات العالم بأسماء عباقرة من أبنائه وخاصة في السياسات الدولية وقاموا بالمصالحات وحل النزاعات بين دول متخاصمة ومتقاتلة ؟ .
أين هو اللوبي اللبناني في كل دولة فاعلة من دول الأرض ؟ .
اين هو الرئيس اللبناني الذي يوحّد صوت اللبنانيين في الدول الاوروبية والمقاطعات الاميريكية ؟
اين هو اللوبي اللبناني الفاعل في اميريكا يتتوأم مع مبادرات رئيس الجمهورية في انقاذ البلد واهله وارضه وخيراته ويساهم في المحافظة على وحدته واستقراره ؟
هل كُتب على هذا البلد المصير الشيطاني بفضل شياطين مقاطعات يحكمونه وهم اشبه بمقاطعجية يحتكرون مناطقهم بالأرزاق والأعناق باسم الطائفية ويعملون متفقين مختلفين على تأجيج الخوف الطائفي المتبادل بين أبناء الوطن الواحد ؟!
هل كُتب على اوادم هذا البلد وهُم الأكثرية الصامتة والمسالمة ان يبقوا تحت نير وسلطة ميليشيات محلية تتناسخ في المناطق والطوائف اللبنانية على مدى اكثر من خمسين سنة ؟
وكيف لهؤلاء الذين اضرموا نار الحقد والمذهبية في السياسة وادارة شؤون البلاد فمزقوا وحدة الشعب اللبناني منذ حرب العام ١٩٧٥ وما زالوا مستمرين مع ورثتهم العائلية والحزبية والسياسية ؟! كيف لهم ان ينقذوا البلد وهُم يتناحرون ويتسابقون على عرض حلول لمندوبي الأمم ، وكل فريق يريد المحافظة على مكاسبه التي سلبها بوضع اليد على خيرات البلد في حروب داخلية سابقة ودائما متسابقة ؟!
هول المصيبة الكيانية الوجودية التي تعصف بالبلد تحتاج إلى غير هذه الطبقة السياسية الحزبية المتناسلة في سلطة التبعية والارتهان ، والتي حكمت وتحكمت واستحكمت وقهرت وابتلعت وسرقت ونهبت . سلطة مارقة منافقة كاذبة ..
إنقاذ البلد يحتاج إلى من يعرف قراءة مصير الدول في لعبة الأمم ؟ يحتاج إلى من يعرف قراءة تاريخ لبنان جيدا وخاصة ما بين الفواصل من جمل مفيدة وعبارات رشيدة ؟!
يحتاج إلى قيادات تترفع عن الطائفية والمذهبية والحزبية إلى مصاف الحلول الوطنية ؟!
يحتاج إلى قيادات متحررة من الارتهانات الخارجية التي طوّقت الحلول الوطنية بشبكة عنكبوتية قاتلة تحتاج إلى الكثير من الذكاء والإرادة والمثابرة لتفكيكها خدمة للبلد الحر السيد المستقل ؟!
يحتاج إلى وحدة وطنية متصالحة صادقة وصريحة والى نظام سياسي يرفع الوصاية عن مواطني الطوائف ، والى الاقتناع النهائي بوجوب تطبيق الدستور والقرارات الدولية وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية ، وأن تسود العدالة والمساواة بين المواطنين تحت مظلة القانون وليس تحت ” شمسية” مقاطعجية المناطق والأحياء وفِرَق المذاهب والمِلل والنِحل ؟!
يحتاج سريعا الى رئيس جمهورية يخرج من رماد الدمار ومن طينة الأحرار متحليا بالشجاعة والحكمة ، مطوقا ” باوادم” المواطنين ، منفتحا بثقافته على العالم المتمدن ومتعاونا الى أقصى الحدود مع العالم العربي.
يحتاج إلى رئيس يُخرج الإدارة من سياط المقاطعجية وشهوة الأحزاب والاستقواء بذهنية الميليشيات المسلحة والمذهبية .
يحتاج إلى رئيس يكون على بصيرة وتبصّر ووطنية ريمون اده وعلى إرادة وتصميم فؤاد شهاب ببناء الدولة العصرية التكنولوجية ذات الإمرة المسلحة في الداخل وذات القرار بصد كل اعتداء من الخارج ..
يحتاج إلى ما ليس متوفرا في ساستنا التقليديين مهما علا شأنهم علينا ؟!
ولكنّ الخوف ، أن يكون متوفرا عند غيرنا؟
الروابط *