ريمون المرهج / النهار – هي الحياة على هذه الأرض. تشرق #الشمس كل يوم بشكل منتظم وأزلي وتسطع بنورها على المعمورة كلها، تبعث الدفء على العالم أجمع إلى أن يسدل الليل ستاره وتختفي خلفه لساعات قبل أن يولد صباح جديد. تهطل الأمطار وتروي الجبال والطبيعة أجمع فتفيض الأنهار وتروي الإنسان والحيوان والنبات. تمر السنون كالغيوم الشاردة في فضاء عمرنا ولا ندري بوجودها وقيمتها في ريعان شبابنا إلى أن يتقدم بنا الزمن نحو أدراج الشيخوخة فنستيقظ من هجوع طويل ونبدأ بجردة حساب عما أنجزناه وما غفلناه وكم أضعنا من أيامنا في أمور رخيصة وتافهة وأخرى ظالمة ومؤلمة لروحنا ولحياتنا، وكم تنازلنا عن أحلامنا وأهدافنا وبعنا كياننا وكنوزاً من فكرنا وأحاسيسنا مجاناً لشبح التوجس من واقع فُرض علينا ورضخنا له، وكم من المرات كسرنا من طموحنا أمام شلة من الناس المتسلّطين النافذين في المجتمع من أجل إرضاء رغباتهم خوفاً من فقدان لقمة العيش أو من الحكم علينا بأننا تافهون جاهلون من قبل المستبدين المتمولين.
يا أخي في الإنسانية لا تفقد قيمة وجودك في هذا العالم، فلكل منا دوره، وكل منا خلقه الله عز وجل في هذه الدنيا لأن له مكانته ووزنه في إكمال دورة تكوين الخالق، وله مهمته في إرساء النظام الكوني، وليس هناك من فرد أهم وأكثر قيمة من الآخر سوى بأخلاقه ومحبته للآخر واحترامه وثقافته وإيمانه، وغير هذه الصفات يعتبر رخيصاً وزائلاً مهما امتلكنا من المال والسلطات. فكن شجاعاً لا تهاب الحرمان ولا تهلع من المصير أو من فقدان عملك ومصدر قوتك، فالكرامة أغلى بكثير والرب لا يتركك أبداً ما دام إيمانك به عظيم، وارفع رأسك نحو السماء، فلا تنكسر، وتذكّر أنك في هذه الأرض لأن الله أرادك أن تكون، وهو معك دوماً، لذا كن إنساناً بكل روحه وجسده وكما أحبه ربه أن يكون، ولا تضع حداً لطموحاتك وأمانيك، وتحلَّ بالإرادة والصبر والعزم حتى تصل إلى مبتغاك الشريف. نعم نحن أبناء السماء ولكل منا دوره في هذا العالم ليبقى الخير والإنسان ويسود السلام والمحبة، فتظللنا السماء وتحمينا دوماً لتستمر الحياة ونحقق للأجيال القادمة المستقبل الآمن، الراقي، الصالح والنزيه.